والأنكى في القضية أن ذاك القانون الممسوخ يريد أن يمسخه من كلفوا في تنفيذه حتى تكون حكاية المعلم كحكاية الجبنة التي تولى قسمتها القرد، فظل يأكل منها حتى يعدل بين الاثنين، وأخيرا أكلها هو ولم يذق منها صاحباها شيئا.
وإذا سألناهم قالوا لنا: حتى يطلع القانون الجديد فهو أحسن لكم.
لقد صح أن نقول لهم أسطورة البقر: قالوا للبقر: متى متم نكفنكم بحرير، فأجابت: نرضى أن تبقى جلودنا علينا.
فإذا كانت الحكومة تحسب معلمي المدارس الخاصة عاجزين عن مطالبتها، فلا أقل من أن تبني للقدماء منهم «مأوى عجزة» إلى جانب هذه الدور الفخمة التي تبنيها لإداراتها.
فإلى المسئولة الأولى، إلى وزارة التربية أوجه هذه الكلمة راجيا أن تبعث القانون الدفين، وإذا لم تشأ أن تساوينا بمعلمي الدنيا فلتحسبنا عمالا، وما نحن في الحق إلا عمال في حقل آخر.
إن من يعمل خمسين عاما يحق له أن يطالب بمساواته بغيره من خدام الأمة.
إن الشيخوخة رهيبة ولو كان الإنسان نائما حد صندوق مشحون، فكيف بها إذا كان ينام ولم يدخر القرش الأبيض لليوم الأسود؟
ومن أين له ذاك القرش؟ أمن راتبه الضخم؟ أمن تعويضه الذي يحاولون مسخه أكثر مما هو ممسوخ؟
لم يبق أمام المجاهدين القدماء إلا التأسف على زمن أضاعوه، ووقت في خدمة بني أمهم صرفوه، لا ينقذهم من هذه الورطة التي هم فيها ما دام «قانونهم» يعطيهم الخمسين عشرين إلا المأوى الذي اقترحناه على الوزارة.
فما رأي معالي الوزير؟
نامعلوم صفحہ