يقول بعضنا إن اختلاف أدياننا يباعد بيننا، كنت أظن ذلك مثلهم، أما اليوم فصرت أبرئ الأديان من هذا، وإني لأتهم التربية إلى أن تظهر براءتها.
ما رأيت دينا من الأديان إلا ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر؛ فالتعاليم الدينية قوانين سامية وضعت لمقاومة الوحش في الإنسان؛ فالرسل والأنبياء - عليهم السلام - يؤيد بعضهم بعضا في الإيمان، وهم متفقون على أن العمل الطيب هو حجر الزاوية في بناية الإيمان العظمى التي تأوي إليها الإنسانية، وهذا حديث شريف عن أبي هريرة: «أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء إخوة لعلات؛ أمهاتهم شتى ودينهم واحد.»
فما بالنا نحن إذا قيل لنا تقوموا، تحابوا، اتحدوا، اعملوا صالحا رحنا نلقي المسئولية على أدياننا؟ فالإنجيل والقرآن متفقان على أن العمل الصالح صنو الإيمان وهما غاية كل دين، ولم يكتف دين ما بالإيمان وحده.
فإذا تلونا القرآن الكريم وتصفحنا السورة الأولى قرأنا:
وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات
ثم بعد قليل نقرأ فيها:
من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا
ثم
والذين آمنوا وعملوا الصالحات .
إلى أن نبلغ الآية المائة والسادسة والسبعين فنقرأ التفصيل:
نامعلوم صفحہ