Studies in the History of Ancient Arabs
دراسات في تاريخ العرب القديم
ناشر
دار المعرفة الجامعية
ایڈیشن نمبر
الثانية مزيدة ومنقحة
اصناف
أنشأت جامعة الرياض تخصصًا في الآثار بقسم التاريخ منذ العام الجامعي ٩٤/ ١٣٩٥هـ، كما قامت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في العام الجامعي ٩٥/ ١٣٩٦هـ "٧٥/ ١٩٧٦م" بإدخال مادة الآثار ضمن برامج الدراسة في قسم التاريخ بها، والأمل كبير في أن تثمر هذه الدراسات الأثرية قريبًا، فتخرج أجيالا من علماء الآثار، تعقد البلاد عليهم آمالا كبارًا في الكشف عن تاريخ هذه الأمة العريقة.
ثانيًا: في شمال شبه الجزيرة العربية
لم يكن حظ شمال شبه الجزيرة العربية ووسطها، بأقل من جنوبها، فإن آثار البتراء وسورية الجنوبية، قد استهوت عددًا من العلماء الأوربيين، كما أن تحريم دخول المدينتين المقدستين، مكة والمدينة، على غير المسلمين، قد ألهب خيال الأوربيين وزادهم رغبة في التعرف على ما يجري فيهما، وبخاصة في موسم الحج، ومن هنا رأينا كثيرًا من الأوربيين يأتون إلى زيارة الحرمين الشريفين متخفين، ذلك لأن منطقة مكة والمدينة إنما كانت تحت حراسة مشددة، خشية أن يتسلل إليها الأوربيون، وهكذا وجدنا من القادمين إلى وسط شبه الجزيرة العربية وشمالها، أنواعًا مختلفة من الرحالة الأوربيين، من مغامرين وحجاج وباحثين.
ولعل أقدم ما نعرفه عن هؤلاء الرحالة هو "ل- دي فرتيما" الذي وصل إلى مكة قادمًا من دمشق عام ١٥٠٣م، وإن كان هناك من يزعم أن "كابوت" الرحالة الكبير قد قام بزيارة مكة بين عامي ١٤٧٦، ١٤٩٠م، وأن ملك البرتغال قد أرسل "بور دي كوفيلها"، الذي كان يتكلم العربية، إلى شبه الجزيرة العربية في عام ١٤٨٧م، وذلك للتحقق من إمكانية الذهاب إلى الهند عن طريق البحر الأحمر، وأنه وصل فعلا إلى عدن، ومنها إلى الهند، وسواء أصح هذا، أم أن الأمر مجرد زعم كذوب، فإن هذه الرحلات لا قيمة لها من الناحية العلمية، وإن كان "دي فرتيما" قد وصف لنا رحلته التي زار فيها الحرمين الشريفين في مكة والمدينة، وصفًا صحح فيه كثيرًا من الأخطاء الشائعة عنهما لدى قومه الأوربيين١.
١ انظر: Jacqueline Pirenne، A La Decouverte De L'arabie، Paris، ١٩٥٨ وفي الترجمة العربية التي قام بها قدري قلعجي، تحت عنوان "اكتشاف جزيرة العرب" بيروت ١٩٦٣ ص٣٧-٤٤.
1 / 67