(والإسلام هو الأصل في تكوين الجسم النامي للأمة، والإمامة وسيلة لحراسة ذلك الجسم في أمر الدين والدنيا. . وهذا هو المفهوم الشرعي لجماعة المسلمين، متآخون على منهاج النبوة: الكتاب والسنة، ينتظمهم إمام ذو شوكة ومنعة) (١).
وإذا ربط هذا الجانب الذي دلَّ عليه معنى (أمَّة) بما سبق إيراده عن الخليل في معنى (إمة)، وهو قوله: (وكل من اقتدى به، وقدَّم في الأمور فهو إمام، والنبي ﷺ إمام الأمة، والخليفة إمام الرعية) (٢)، تبين اشتمال الأمة على النظام السياسي، وما يندرج تحته من راع ورعية أو إمام وإمامة وولاية وإمارة وأهل الحل والعقد والعلماء والمجاهدين، ونحو ذلك ممَّا هو معروف في النظام السياسي.
يقول أحد الباحثين: (ثم كانت الانطلاقة العملية. . التي قادها محمد ﷺ. . فبلورت مفهوم (الأمة) وأصبح الشعار المميز لرسالتها، ولمَّا يزل مصطلحًا متميّزًا لا يقابله في اللغات الأخرى مصطلح مواز. كذلك أصبح اسم (أمة) مصدرًا اشتقت منه أسماء مؤسسات الرسالة الجديدة والعاملين فيها والممارسات الجارية مثل: (الإمامة)، و(الإمام) للصلاة أو الحكم، و(آمين البيت الحرام) أي: الحج، و(آمين) أي: مقتدين، لذلك