98

Studies in Sufism

دراسات في التصوف

ناشر

دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

اصناف

فقال: أمركم بالمجوسية المحضة. هلاّ أمركم بالغيبة عنها (أي عن الطاعة) بشهود مجريها ومنشيها (١). فإذا كان التزام الطاعة كالصلاة والصيام والحج من الفروض والسنن مجوسية محضة فما هو الإسلام؟ ومن أين استقى الصوفية فكرة الغيبة عن الطاعة بشهود منشيها ومجريها؟ وكذلك يخالفون رسول الله ﷺ في تركهم للصف الأول قصدًا وعمدًا مع أن رسول ﷺ قال: (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا) (٢). وقال ﵊: (خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها) (٣). وقال: (إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول) (٤). وأما الصوفية فهم يكرهون ذلك كما قال الطوسي: " ومن آداب الصوفية أنهم يكرهون الصلاة في الصف الأول " (٥). ويقول الشعراني: " وقد كان سيدي أحمد الزاهد، وسيدي محمد المغربي، وسيدي مدين، وسيدي أبو العباس الغمري يصلّون دائمًا في آخر صف مساجدهم " (٦). ثم يبين الشعراني علّة صنيعهم هذا، والعلّة أقبح من الصنيع، فيقول: " إن فعلهم هذا كان حياء من الله كما قال سيدي علي الخواص ﵀: حكم كمل

(١) أيضا ص ١١٧. (٢) متفق عليه. (٣) رواه مسلم. (٤) رواه أحمد. (٥) كتاب اللمع للطوسي ص ٢٠٨. (٦) الأخلاق المتبولية للشعراني ج ١ ص ٣٣٢.

1 / 105