Studies in Sufism
دراسات في التصوف
ناشر
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
اصناف
رسول الله الواضحة الجلية.
وإن المتصوفة لا يأبهون بالدنيا والآخرة كما لا يأبهون بالجنة والنار والثواب والعقاب، فينقلون عن إبراهيم بن أدهم أنه قال:
" إن كنت تحب أن تكون لله وليا وهو لك محبًا فدع الدنيا والآخرة ولا ترغبن فيهما، وفرغ نفسك عنهما " (١).
ومثل ذلك ذكر القشيري والشعراني عن الحسين بن منصور أنه قال:
" علامة العارف أن يكون فارغًا من الدنيا والآخرة " (٢).
ونقلوا كذلك عن محمد المغربي الشاذلي أنه كان يقول: لا يصح لمريد قدم في طريق أهل الله ﷿ إلا بعد أن يزهد في الدنيا ونعيم الآخرة (٣)
ومثل ذلك ذكروا عن الجيلي أنه سئل عن الهمة فقال:
" هي أن يتعرى العبد بنفسه عن حب الدنيا، وبروحه عن التعلق بالعقبى " (٤).
وروى عن الشبلي أنه سمع قوله تعالى:
﴿مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾ فصاح صيحة عظيمة وقال: فأين الذين يريدون الله تعالى (٥).
مع أن الله ﷿ ولم يفرّق بين إرادة الآخرة وإرادته هو سبحانه تعالى حيث قال: ﴿تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (٦).
فإرادة الآخرة نفس إرادة الله لا فرق بينهما.
ومدح الله تعالى عباده الذين يريدون الآخرة ويسعون لها بقوله:
﴿وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا﴾ (٧).
(١) كتاب المحبة للمحاسبي ضمن كتاب ختم الأولياء للترمذي ص ٤٢٥ ط المكتبة الكاثوليكية بيروت. (٢) الرسالة القشيرية لعبد الكريم القشيري ج ٢ ص ٦٠٥، أيضا طبقات الشعراني ١ ص ١٠٧. (٣) الأخلاق المتبولية للشعراني تحقيق الدكتور منيع عبد الحليم محمود ج ١ ص ٢٢٢. (٤) الطبقات الكبرى لعبد الوهاب الشعراني ج ١ ص ١٢٧. (٥) طبقات الشعراني ج ٢ ص ٧٢. (٦) سورة الأنفال الآية ٦٧. (٧) سورة الإسراء الآية ١٩.
1 / 87