175

Studies in Sufism

دراسات في التصوف

ناشر

دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

اصناف

كبرت همة عبد ... طمعت في أن تراكًا أو ما حسب لعين ... أن ترى من قد رآك فشهق شهقة ومات " (١). ويقول اليافعي: " وقد مات بالسماع من الفقراء خلق كثير من ذلك موت بعضهم بسماع هذا البيت: تقول نساء الحي تطمع أن ترى محاسن ليلى مت بداء المطامع وموت آخر بسماع هذا البيت: ما كنت أعرف ما مقدار وصلكم حتى هجرت وبعض الهجر تأديب " (٢). وذكر ابن الملقن وصاحب " الكواكب الدرية " والغزالي عن أبي الحسين النوري أنه: " اجتمع الجُنيد والنوري ورويم وابن وهب وغيرهم في سماع، فمضى بعض الليل وأكثره، فلم يتحرك أحد منهم، ولا أثر فيه القول، فقال النوري للجنيد: يا ابا القاسم! هذا السماع يمر مرًا، ولا أرى وجدًا يظهر!، فقال الجنيد: يا أبا الحسين! وترى الجبال وتحسبها جامدة وهي تمرّ مرّ السحاب) فأنت يا أبا الحسين، ما أثر عليك؟! ". فقال النوري: " ما بلغت مقامي في السماع ". فقال الجنيد: " وما مقامك فيه؟ " فقال: " الرمز بالإشارة دون الإفصاح، والكتابة دون الإيضاح ". ثم وثب وصفق بيديه، فقام جميع من حضر بقيامه ساعة. ١٥ - وكان سبب وفاته أنه سمع هذا البيت: لا زلت أنزل من ودادك منزلًا ... تتحير الألباب دون نزوله فتواجد وهام في الصحراء، فوقع في أجمة قصب قد قطع، وبقيت أصوله مثل السيوف، وكان يمشي عليها ويعيد البيت إلى الغداة، والدم يسيل من رجليه، ثم وقع

(١) نشر المحاسن الغالية لليافعي ج ٢ص ٢٠٤ بهامش جامع كرامات الأولياء للنبهاني ط ... دار صادر بيروت، أيضًا الرسالة القشيرية ج ٢ ص ٦٥٩. (٢) نشر المحاسن الغالية لليافعي ص ٢٠٤.

1 / 182