Studies in Sufism
دراسات في التصوف
ناشر
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
اصناف
داخل الدكان، فكان لا يستطيع أحد أن يجلس عنده " (١).
وقد ذكر صاحب " الأنوار القدسية " عدم الاعتناء بالنظافة كقاعدة عامة لجميع المتصوفة حيث قال:
" يجب على المريد الصبر على وسخ الثياب وتخريقها حتى يزول وسخ قلبه " (٢).
وروى الشيخ نور الدين السمهودي أنه كان له فروة كبش مغشاة بثوب طرح يلبسها صيفا وشتاء، وكانت عمامته من غليظ المحلاوي، يغسلها مرة في السنة (٣).
وذكر ابن الملقن أن امرأة كانت تخدم الجنيد قالت:
" جئت يومًا إلى النوري، كان يومًا شديد البرد والريح، فوجدته في المسجد وحده جالسًا، فأمرني بإحضار خبز ولبن، فأحضرته. وكان بين يديه قصعة فيها فحم، فقلّبه بيده وهو مشتعل، ثم أخذ الخبز واللبن، فجعل اللبن يسيل على يديه، وفيها سواد الفحم، فقلت: يا ربّ، ما أقذر أولياء، ما فيهم أحد نظيف.
قالت: ثم خرجت من عنده، فتعلقت بي امرأة وقالت: سرقت رزمة ثياب، وجرّوني إلى الشرطي، فأخبرني النوري بذلك، فخرج وقال: لا تتعرض لها، فإنها ولية، فقال الشرطي: كيف أصنع المرأة تدّعي ذلك؟
قالت: فجاءت جارية ومعها الرزمة المطلوبة. وأنطلق النوري بزيتونة، وقال لها: تقولين بعد هذا: يا رب ما أقذر أولياءك؟ فقالت: تبت (٤).
فالمعنى أنه لا يحق لأحد أن يتعرض على قذارة الصوفية ونجاستهم، ولا يجوز أن ينصح أحد هؤلاء المنتنين المتشبهين باليهود الأقذار المهتمين بوضع الكلاب والقطط الميتة في مساكنهم، لا ينصحهم أحد باعتناء النظافة والطهارة، وإلاّ فيصيبهم عقاب من عند الله وعذاب أليم.
(١) طبقات الشعراني ج ٢ ص ١٤٥. (٢) الأنوار القدسية لعبد الوهاب الشعراني ج١ ص ٩٠. (٣) الطبقات الصغرى لعبد الوهاب الشعراني ص ٦٢ تحقيق عبد القادر عطا ط مكتبة القاهرة ١٣٩٠هـ. (٤) طبقات الأولياء لابن الملقن ص ٦٦.
1 / 115