دراسات في علوم القرآن - فهد الرومي
دراسات في علوم القرآن - فهد الرومي
ناشر
حقوق الطبع محفوظة للمؤلف
ایڈیشن نمبر
الثانية عشرة ١٤٢٤هـ
اشاعت کا سال
٢٠٠٣م
اصناف
يحرك شفتيه.. فأنزل الله تعالى: ﴿لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ، إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ﴾ قال: جمعه في صدرك ثم نقرأه. ﴿فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ﴾ قال فاستمع وأنصت. ثم إن علينا أن نقرأه قال فكان رسول الله ﷺ إذا أتاه جبريل استمع فإذا انطلق جبريل قرأه النبي ﷺ كما أقرأه١.
١ رواه البخاري: ج١ ص٤، ورواه مسلم: ج١ ص٣٣٠، ٣٣١.
٢- حكمه:
حفظ القرآن كله واجب على الأمة، بحيث يحفظه عدد كثير يثبت به التواتر وإلا أثمت الأمة كلها وليس هذا لكتاب غير القرآن، وأما الأفراد فيجب على كل فرد أن يحفظ من القرآن ما تقوم به صلاته.
٣- فضله:
لم يترك الرسول ﷺ أمرا فيه حث على حفظ القرآن إلا وسلكه وأمر به، فكان يفاضل بين أصحابه بحفظ القرآن، ويعقد الراية لأكثرهم حفظًا للقرآن، وإذا بعث بعثًا جعل إمامهم في صلاتهم أكثرهم قراءة للقرآن ويقدم للحد في القبر أكثرهم أخذا للقرآن، ويزوج الرجل المرأة ويمهرها ما مع الرجل من القرآن، فضلًا عن الأحاديث الكثيرة الداعية لحفظ القرآن وتعلمه وتعليمه.
٤- حفظ الرسول ﷺ القرآن:
إدراكا من الرسول ﷺ للأمانة الكبرى التي كلف بها وهي أن يبلغ الناس القرآن: ﴿وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ﴾ ١.
وإدراكًا منه ﵊ أن تبليغ القرآن يجب أن يكون كما سمعه بلا زيادة ولا نقصان ولا استبدال لحرف بحرف أو حركة بحركة، لذا فقد كان ﵊ يشعر بحرج شديد وخوف عظيم أن ينسى
١ سورة الأنعام: الآية ١٩.
1 / 67