Studies in Philology

Sobhi Al-Saleh d. 1407 AH
147

Studies in Philology

دراسات في فقه اللغة

ناشر

دار العلم للملايين

ایڈیشن نمبر

الطبعة الأولى ١٣٧٩هـ

اشاعت کا سال

١٩٦٠م

اصناف

المعكوسة والألفاظ المماتة أو المهملة. وأما ابن فارس فيستهل "مقاييسه" في أول كتاب الهمزة بقوله: "باب الهمزةن في الذي يقال له المضاعف"١، فيبدأ بـ"أبّ" ويذكر أن للهمزة والباء في المضاعف أصلين، أحدهما المرعى، والآخر القصد والتهيؤ، ثم يتبع هذه المادة بالمستعملات من المضعَّفَات بعدها، نحو: "أتَّ"٢، "أثَّ"، "أجَّ"٣، "أحَّ"٤، "أخَّ"٥، إلى آخر الهجاء العربي، مما يراجع في موضعه. وإذا كان الثلاثي المضعف -في الأمثلة التي ذكرها ابن دريد وابن فارس وأمثالهما- صورة ثنائية غير صريحة ولا مباشرة، فإن من الممكن أحيانًا أن نرد الثلاثي إلى أصل ثنائي صريح "متحرك فساكن" في حكاية بعض الأصوات الطبيعية٦ -وهي قليلة محفوظة مثل: طَقْ، دَقْ، لَبْ- فمنها: طرق ودلق ولزب، وهي تخلو من التضعيف في آخرها، كما تخلو من حروف اللين٧ في وسطها، ونرى مع ذلك أن حروف اللين -لضعفها- لو وجدت فيه لا تخرجها عن ثنائيتها مثل "غاق" وشيب وعيط"٨.

١ المقاييس ١/ ٦. ٢ نفسه ١/ ٧. ٣ نفسه ١/ ٨. ٤ نفسه ١/ ٩. ٥ نفسه ١/ ١٠. ٦ لكن رد الثلاثي المضعف إلى أصل ثنائي صريح يحكي صوتًا طبيعيًّا، ليس يقاس عليه لدى أكثر العلماء؛ لأن حكايات الأصوات ليست أصولًا، والقياس لا يكون إلّا في الأصول. المقاييس ١/ ٣٦٢-٣٣، وقارن بما ذكره هناك حول أه وآء. ٧ سنرى أن أحرف اللين هي الألف الساكنة ما قبلها، والواو الساكنة المضموم ما قبلها، والياء الساكنة المكسورة ما قبلها، وتسمى أيضًا أحرف مد، وجوفية، وهوائية. ٨ الاشتقاق "لعبد الله أمين" ١٢٨، ولفظ "غاق" حكاية صوت الغراب، وشيب: حكاية صوت مشافر الإبل عند الشرب، وعيط من العطعطة: وهي تتابع الأصوات واختلاطها في الحرب.

1 / 161