Struggle with Atheists to the Core
صراع مع الملاحدة حتى العظم
ناشر
دار القلم
ایڈیشن نمبر
الخامسة
اشاعت کا سال
١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م
پبلشر کا مقام
دمشق
اصناف
أفلا نجد أن الأمانة الفكرية التي تظاهر (د. العظم) بالغيرة عليها ذبيحة بسكين غَدرِه، وختلة ومخادعته، ومغالطاته، وافتراءاته؟ ومثله سائر الملحدين.
لقد غدا معروفًا تمامًا أنهم يطلقون بعض العبارات الشريفة للتضليل فقط، وهم لا يلتزمون أي مضمون من مضامينها الصحيحة.
أما قوله: إن النظرية العلمية لا تعترف بالخلق من لا شيء.
فهو يُشيرُ بهذا إلى نظرية (لافوازيه) التي تقول: لا يخلق شيء من العدم المطلق ولا يعدم شيء وإنما هي تحولات من مادة لطاقة، أو من طاقة لمادة، أو من مادة لمادة.
وحين ندقق النظر في أصول ما قرره (لافوازيه) نجد أنها تتحدث عن مجال معين ذي أبعاد، وليس في مستطاعها أن تتحدث عن كل الوجود في كل أبعاده من الأزل إلى الأبد، فهذا أمر لا تستطيع تقريره أية نظرية استقرائية مهما بلغ شأنها، إلا أن يكون كلامها رجمًا بالغيب، وتكهنًا لا سند له، وطرحًا تخيليًا محضًا.
وأبعاد نظرية (لافوازيه) هذه ثلاثة:
الأول: البعد الزمني.
الثاني: البعد المكاني.
الثالث: البعد الإدراكي.
وهنا نتساءل: هل رصد واضعو هذه النظرية العلمية ومقرروها أجزاء الكون في كل الأزمان، بما فيها الأزمان السحيقة في القدم، وعرفوا منها أنه لم يخلق في الأزمان القديمة جدًا شيء من العدم؟
والجواب: أنهم لم يفعلوا ذلك لأنه لا يتسنى لهم بحال من الأحوال، وهم أبناء النهضة العلمية الحديثة، على أن الأدلة العلمية التي سبق بيانها قد أثبتت أن لهذا الكون بداية، وهذا يعني أنه لم يكن ثم كان، فهو إذن مخلوق من العدم، بقدرة خالق موجود أزلي.
فهذه النظرية لا تتحدث عن الانطلاقة الأولى للكون، لأن أيًا من الأجهزة
1 / 103