62

Struggle of Thought and Conformity

صراع الفكر والاتباع

ناشر

مؤسسة قرطبة للطباعة والنشر والتوزيع

ایڈیشن نمبر

الثانية

اشاعت کا سال

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

پبلشر کا مقام

الجيزة - مصر

اصناف

الأصل الثاني: قوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ..﴾ [المائدة: ٣]. وقد سبق قول الإمام مالك ﵀ تفسيرًا لهذه الآية: «وَمَا لَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ دِينًا، فَلَا يَكُونُ الْيَوْمَ دِينًا» (١). فاللهُ بَيَّنَ، والرسولُ أوضح وَبَلَّغَ، والسلف فَصَّلَ وَسَلَكَ، فلم يَعُدْ لأحد في الدين رأي، ولا كلمة إلا العمل والاتباع. وعلى هذا؛ فحذار أن تتكلم كلمة، أو تعتقد عقيدة، أو تتعبد عبادة، أو تخترع طريقة، أو تسلك سبيلًا، أو تتصرف تصرفًا، إلا وعليه نورٌ وشاهدٌ من كتاب الله ﷿، وسنة رسوله ﷺ، وفعل سلف هذه الأمة؛ كي تحفظ لطريقك استقامته، ولنفسك سلامتها، وإن الله لن يسألك: لِمَ لَمْ تبتدع؟ .. ولكنه سيسألك: لِمَ لَمْ تتبع؟ وهذا هو معنى قول السلف: «اقتصادٌ في سبيل وَسُنَّةٍ خيرٌ من اجتهاد في بدعة». وإياك والاستحسانَ، والتزيين، والمصلحة المخالفة للنص، وتقليد الرجال، وإن وَثَقْتَ بهم .. فهذه من أوسع أبواب البدع، وبها ضَلَّتِ الطوائف، والأمم. ولقد مَرِضَ الإمام أحمد، وبِشْرُ بن الحارث، فجاء الطبيب، فدخل على بِشْرٍ، فسأله عَمَّا يجد، فقال: «أحمد الله إليك، أجد كذا وكذا». ودخل على أحمد، فسأله عَمَّا يجد، فقال: «بخير».

(١) الاعتصام (١/ ٤٩).

1 / 62