23

Struggle of Thought and Conformity

صراع الفكر والاتباع

ناشر

مؤسسة قرطبة للطباعة والنشر والتوزيع

ایڈیشن نمبر

الثانية

اشاعت کا سال

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

پبلشر کا مقام

الجيزة - مصر

اصناف

قال شيخ الإسلام ﵀: «وَلِهَذَا اتَّفَقَ أَئِمَّةُ الْإِسْلَامِ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الْبِدَعَ الْمُغَلَّظَةَ شَرٌّ مِنَ الذُّنُوبِ» (١). ثالثًا: أن صاحب البدعة لا يفكر بالتوبة؛ لأنه يظن أنها عبادة؛ لذلك يستمر على بدعته التي هي أشد من المعصية، بل يدعو إليها، ومن أجل ذلك رأى بعض أهل العلم أن لا توبة له؛ لقوله ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ احْتَجَزَ (وَفِي رِوَايَةٍ: حَجَبَ) التَّوْبَةَ عَنْ كُلِّ صَاحِبِ بِدْعَةٍ ..» (٢). والعياذ بالله. ولهذا نقل عن أئمة الإسلام، كسفيان الثوري، وغيره: «إِنَّ الْبِدْعَةَ أَحَبُّ إِلَى إِبْلِيسَ مِنَ الْمَعْصِيَةِ» (٣). رابعًا: أن البدع أضلُّ للناس، وأَدْعَى لقبولها عندهم من المعصية. ومعظم العصاة يعرفون أنهم عصاة، وكثير منهم يستحي من إظهار معصيته أمام الخلق، ومعظم الخلق يدركون ذلك، وأما المبتدع فهو يزعم أنه ببدعته يعبد ربه؛ ولذلك يَتَّبِعُهُ الناسُ، فيضلون بضلاله.

(١) مجموع الفتاوى (٢٨/ ٤٧٠). (٢) أخرجه الطبراني في الأوسط، كما في المجمع (١٠/ ١٩٢)، والبيهقي في شعب الإيمان (رقم ٩٤٥٧)، وغيرهم، وقال الهيثمي: «ورجاله رجال الصحيح، غير هارون بن موسى، وهو ثقة»، وصححه شيخنا في الجامع (١٦٩٩)، والسلسلة (١٦٢٠). (٣) أبو نعيم في الحلية (٧/ ٢٦)، واللالكائي في أصول الاعتقاد (١/ ١٣٢)، وانظر تلبيس إبليس (١٣).

1 / 23