235

Stopping the Temptation: A Critical Study of the Instigators' Suspicions and the Trials of Jamal and Siffin According to the Methodology of the Muhaddithin

وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين

ناشر

دار عمار للنشر والتوزيع

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

پبلشر کا مقام

عمان - المملكة الأردنية الهاشمية

اصناف

وعبد الرحمن بن ملجم المرادي، قاتل عليّ، كان مع عليّ في صفّين، ثمّ كان منه ما كان، وفعل ما فعل، فعليه من الله ما يستحقّ!
عليّ ﵁ شذرات من مناقبه
عليّ بن أبي طالب القُرشيّ الهاشميّ، أبو الحسن، جَمُّ المناقب، وُلِد قبل البعثة بعشر سنين، وتربّى في حجر النَّبيِّ ﷺ ولم يفارقه، وشهد معه المشاهد كلّها إلاّ غزوة تبوك فقد استخلفه (^١) ﷺ في المدينة، وقد ثبت في الصّحيحين أنّ النَّبيَّ ﷺ قال له بسبب ذلك: " أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى " (^٢).
وقد استدلّ أقوام بهذا الحديث على إثبات الخلافة لعليّ واستحقاقه لها بعد النَّبيِّ ﷺ دون غيره من سائر الصّحابة، ولا حجّة لهم في هذا الحديث في إثبات شيء من هذا، لأنّ هارون المشبّه به كان خليفة لموسى ﵇ في حياته لا بعد مماته، فقد مات هارون قبل موسى بسنين مددًا باتّفاق، وإنّما قال له ﷺ ذلك بعد أن كره عليّ أنْ يخلف النَّبيَّ في النّساء والصّبيان، وقال ﵁ للنَّبيِّ ﷺ: " تخلّفني في النّساء والصّبيان؟! فقال ﷺ: أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبيّ بعدي " (^٣).
والحديث ليس فيه إلاّ مَنقبةٌ لعليّ ﵁ فقد جعله بمنزلة هارون من موسى في الخلافة في حياته. وقد وَلَّد المولّدون لعليّ ﵁ من المناقب ما هو في غنى عنها، وأوَّلوا ما صحّ من مناقبه تأويلًا غير سائغ خالفوا فيه الكتاب والسّنّة وإجماع الأمّة.
وقد صحَّ إيماء النَّبيِّ ﷺ إلى خلافة أبي بكر في غير حديث، منها ما رواه الحاكم عن

(^١) استخلفه: أي خلَّفه على المدينة ليدير شؤون النّاس.
(^٢) البخاري " صحيح البخاريّ " (م ٢/ج ٤/ص ٢٠٨) كتاب أحاديث الأنبياء، ومسلم " صحيح مسلم بشرح النّووي " (م ٨/ج ١٥/ص ١٧٥) كتاب فضائل الصّحابة.
(^٣) مسلم " صحيح مسلم بشرح النّووي " (م ٨/ج ١٥/ص ١٧٥) كتاب فضائل الصّحابة.

1 / 236