206

Stopping the Temptation: A Critical Study of the Instigators' Suspicions and the Trials of Jamal and Siffin According to the Methodology of the Muhaddithin

وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين

ناشر

دار عمار للنشر والتوزيع

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

پبلشر کا مقام

عمان - المملكة الأردنية الهاشمية

اصناف

وهؤلاء الثّلاثة الّذين ذكرهم كلّهم تَداولتهم كتبُ الجرح والتّعديل بالتّضعيف أوّلهم عن آخرهم: فأمّا الهيثم بن عدي فقد ترجم له ابن الجوزي في " كتاب الضّعفاء والمتروكين " وقال: " الهيثم بن عدي: أصله كوفيّ يروي عن شعبة، قال يحيى: كان يكذب، ليس بثقة. وقال السعدي: ساقط، قد كُشف قناعه. وقال أبو داود: كذّاب. وقال النّسائي، والرّازي، والأزدي: متروك الحديث. وقال ابن حبّان: لا يجوز الاحتجاج به ولا الرّواية عنه إلاّ على سبيل الاعتبار" (^١) وترجم له الذّهبي في " المغني في الضّعفاء " وقال: " الهيثم بن عدي الطّائي أبو عبد الرّحمن، تركوه. وقال أبو داود والسجستاني: كذّاب " (^٢).
وأمّا شرقي بن قطامي فترجم له الرّازي في " الجرح والتّعديل " وقال: " شرقي بن قطامي الشاعر: ليس بقويّ الحديث، ليس عنده كثير حديث. ويقال: اسم شرقي القطامي الوليد بن الحصين بن حبيب الكلبي " (^٣).
وقد ذكر غير المسعودي غير هذه الأعداد، ولو تَقَصَّيْتُ ما ذكروه بالبحث والدّراسة لاحتجتُ أن أفرد كتابًا. وكم هم الّذين شَانُوا كتبهم بما نقلوه من أباطيل ممّا تَلقَّفُوه من كلام الإخباريين وغيرهم!
ومّا يدلّك على قلة عدد القتلى أنّ القتال الحقيقيّ لم يدم أكثر من ثلاثة أو أربعة أيّام وكان يتوقّف ليلًا، قال صاحب كتاب: " الثّقات ": " فلمّا كان الغد اقتتلوا قتالًا شديدًا، فحجز بينهم الليل حتّى قاتلوا ثلاثة أيّام " (^٤).
وزد على ذلك أنّ هناك روايات تتحدّث عن مئات القتلى من الصّحابة، وهذا كذب لأنّ الصّحابة جُلُّهم اعتزل القتال، ويدلّك على فساد هذه الدّعوى قول الحافظ ابن كثير:

(^١) ابن الجوزي " كتاب الضّعفاء والمتروكين " (ج ٣/ص ١٧٩/رقم ٣٦٢٢).
(^٢) الذّهبي " المغني في الضّعفاء " (م ٢/ص ٤٨٨/رقم ٦٨٠٨).
(^٣) الرّازي " الجرح والتّعديل " (ج ٤/ص ٣٤٢/رقم ٦٧٦٢/ ١٦٤٣).
(^٤) محمّد بن حبّان " الثّقات " (ج ٢/ص ٢٩).

1 / 207