وكتب تشرشل فيما بعد يقول: إن ستالين والروس لا يطمعون في شيء لا يخصهم، ولو أنهم قد يستولون على جزء من ألمانيا ...
ولم يمر عام واحد على هذا حتى أخذ ستالين يطالب ببورت آرثر ودارين وجزر كوريل، وذلك مقابل وعد كان قد تلقاه بالحصول على هذه الجزر لو دخل الحرب ضد اليابان. وقال ستالين وهو يطالب بكل هذا: إن كل ما أريد هو أن أعيد لروسيا ما أخذه اليابانيون من بلادي!
وقال روزفلت معلقا على هذا: يبدو أن هذا الكلام معقول جدا! (25) قياصرة الكرملين
كانت الفكرة السائدة هي أن «المكتب السياسي» الذي يشرف على السياسة العليا في اتحاد الجمهوريات السوفييتية جسم متناسق الأعضاء، صلب العود ... ولكنه في الواقع جسم مملوء بالانقسامات الداخلية والمنافسات ...
هكذا يقول الكولونيل الروسي جريجوري توكايف، وهو من كبار ضباط الجيش الروسي الذين فروا من روسيا.
ويستطرد الضابط الروسي الكبير فيقول: إنه منذ أنشئ هذا المكتب السياسي في عام 1917، لم يحدث مطلقا أن استكمل مدته القانونية المحددة بسنوات خمس دون أن يبتر عضو من أعضائه أو أكثر من عضو، بل لقد حدث هذا مدة الحرب نفسها، على حين كانت الظروف تقتضي وقتئذ تركه كما هو.
وقد كان هذا المكتب أول مكتب سياسي يتكون من أفراد «الحرس القديم» أو «حرس لينين» كما كان يطلق عليه ... ولم يبق من أفراد هذا الحرس في النهاية إلا ستالين.
أما باقي الأعضاء وهم: زينوفييف وتروتسكي وكامنيف وبوخارين وكرستينسكي وغيرهم فقد بتروا من المكتب بترا - كل بدوره - لسبب واحد هو خلافهم مع الزعيم!
وقد عين ستالين مكانهم أنصاره وزملاءه في الجهاد، وجلهم من مسقط رأسه في القوقاز، وكان هذا التغيير يقتضي في كل مرة مذابح ومجازر دموية يروح ضحيتها آلاف الأشخاص. •••
وهكذا جمع ستالين من حوله في الكرملين حفنة من الرجال يعاونونه ويقفون وراءه، ويشتركون معه في تكييف الأحداث.
نامعلوم صفحہ