ستالين ... الرجل!
وسار الرجل أمامنا إلى حجرة ذات بابين مطابقين بينهما نحو نصف متر تقريبا حتى لا يسمع أحد ما يجري في داخل الحجرة، وكانت غرفة رحبة مستطيلة، ورأيت رجلين وقفا في طرفها البعيد، وعرفت أحدهما؛ لأنني كنت قابلته من قبل وهو مولوتوف ... قوميسير الشعب للشئون الخارجية.
وكان الرجل الذي يقف إلى يساره هو الماريشال ستالين، وخيل إلي أنه ابتسم ابتسامة غامضة ونحن نتقدم إليه من أقصى الحجرة.
كان ستالين الحقيقي يبدو أكبر سنا من صاحب الصور التي رأيتها تزين المكاتب والمصانع والأماكن العامة في الاتحاد السوفييتي، فقد شمط شعر رأسه وخف، ووخط المشيب حاجبيه الأسودين الكثيفين وشاربه الكث.
وقد لاحظت أنه قصير؛ فقد كان أعلى رأسه يصل إلى طرف أذني الأسفل فقط، ولكنه ضخم الصدر، قصير الساقين.
وكانت سترته الرسمية متقنة التفصيل، وإن كان الكمان مفرطين في الطول حتى ليكاد أن يتدليان إلى أطراف أصابعه. وكانت السترة مصنوعة من القماش «الكاكي» الناعم الجميل، وقد وشيت أطرافها بالشريط الأحمر الرفيع، وعلى الكتفين شريطتان عريضتان مذهبتان تعلوهما شارة براقة ضخمة هي شارة الماريشالية.
وكان يحمل وساما واحدا، هو نجمة من الذهب معلقة في شريط أحمر هي شارة «بطل الاتحاد السوفييتي ».
وكان بنطلونه المكوي مثبتا في حذاء أسود شديد اللمعان.
يعبث على الورق!
وتم تقديمنا إليه، وكانت مصافحته عادية، ولكنه نظر إلي بعينيه الرماديتين نظرة سريعة فاحصة، ثم أشار بإجلاسي عند طرف مائدة طويلة مغطاة بقماش أخضر يحيط بها نحو 35 مقعدا، صنعت من أجود أنواع الخشب «الموجنه»، ودار فجلس أمامي، وتمثلت في ذهني وأنا أشهد مشيته وطول ذراعيه صورة الدب القطبي عندما يمشي قائما على ساقيه الخلفيتين!
نامعلوم صفحہ