أن يصل الإنتاج الزراعي إلى درجة تكفي كل حاجات المستهلكين.
أن يرتفع المستوى الثقافي في الريف إلى درجة تساعد الفلاح على تفهم النظام الجديد والاقتناع به. (17) تقديس الفرد
كان لينين ممددا على فراشه، في حجرة من حجرات مجلس الشيوخ، وأحس بأنه سيعاني آلام صدمة جديدة، فما لبث أن اشتد اهتمامه مرة أخرى بموضوع من يخلفه.
وفي هذه الفترة نفسها اضطر تروتسكي هو الآخر أن يلازم فراشه بسبب آلام روماتيزمية كان يشعر بها، وكانت حجرته في قسم فرسان القيصر، وكان براح الكرملين الكبير يفصل بين الرجلين، ولذلك فإنهما كانا يتبادلان الرأي في المسائل الهامة بواسطة مذكرات صغيرة يتبادلانها، أو رسائل شفوية يبعث بها كل منهما إلى الآخر بواسطة سكرتاريته، ولذلك فقد كان الموقف محزنا حقا ...
وزاد من حزن لينين في ذلك الوقت تلك الدعاية الغريبة عليه التي عمد إليها الزعماء؛ فقد استبدلوا اسم مدينة «تزاريتزين»
9
التي دافع عنها ستالين أثناء الحرب دفاعا مجيدا استبدلوه باسم ستالينجراد، وسميت مدينة أخرى «زينوفيسك»، وأطلقت أسماء الزعماء أيضا على عدد من المدارس والمصانع والبواخر.
وكان لينين طول حياته قد رفض مثل هذا التمجيد لاسمه، فلم يطلق على مدينة «بتروغراد» اسم لينينجراد إلا بعد موته.
ولكن تمجيد الأشخاص في حياتهم ما لبث أن صار طابعا للعهد؛ حتى إن أميل لودفيج في كتابه عن ستالين يروي أن زائري المعرض الدولي الذي أقيم في باريس في عام 1937 ذهلوا لكثرة عدد تماثيل وصور ستالين الضخمة التي رأوها منصوبة في ستة مواضع من القسم الروسي في ذلك المعرض.
ويقول لودفيج: إنه وجد نفسه عاجزا عن التوفيق بين هذا التمجيد للأشخاص وبين المبادئ الاشتراكية، ولذلك فقد صمم على أن يسأل ستالين في هذا الموضوع، وقال له عندما قابله: إنني في دهشة من تمجيد الأشخاص الذين تبالغون فيه هنا أكثر من أي مكان آخر ... فأنتم أيها الشيوعيون لا يجب أن تبالغوا في تمجيد أي شخص، وأنا شخصيا من المؤمنين بأن الرجال هم الذين يصنعون التاريخ، وهذا ما يجعلني أختلف عنكم؛ لأنكم بنظرتكم المادية للتاريخ كان يجب أن تعارضوا في ظهور زعمائكم على الصور المختلفة التي تعرض في كل مكان، وفي إطلاق أسمائهم على المدن أو غيرها ...
نامعلوم صفحہ