وبين كل قنبلة وأخرى كان الرصاص ينطلق من البنادق أو من المسدسات وتساقط زجاج النوافذ، كما امتلأت جوانب الميدان بالشظايا، وأجبر المسئولون عن النظام الناس على الابتعاد عن مكان الحادث ومنعوهم من الوصول إليه.
وفي اليوم التالي عادت الصحف فنشرت ما يلي:
لقد كانت السرقة هي الهدف من حادث الأمس الذي وقع في أريفان، ونجح مدبرو الحادث في سرقة 341000 روبل من إحدى عربات الخزانة العامة.
وقد ذكر جوستاف ويلتر في كتابه المحايد المؤيد بالمستندات القوية أن الذي نظم هذا الهجوم على بنك الدولة كان تلميذا شابا من تلاميذ لينين هو الجيورجياني دجوجا شفيلي المشهور بستالين.
واستطرد ويلتر يقول دون تعليق:
وجاء أحد شركاء ستالين إلى باريس وهو اليهودي والأخ، لكي يستبدل أوراق النقد التي سرقت في الحادث فقبض عليه وأودع السجن. وهذا هو الرجل الذي كان لويس بارتو وزير خارجية فرنسا وعضو الأكاديمي يدعوه بعد ذلك بسنوات في جنيف «بصديقي لتفينوف». (9) في المنفى
ومن أصعب ما يكون أن نصف مرحلة الصبا في حياة ستالين اعتمادا على مذكرات أو مستندات؛ فإن الشخص الذي عاش مثل حياة ستالين يعمد دائما إلى إحراق أوراقه، وإعدام مذكراته، ومحو كل أثر لها أينما كانت؛ حتى لا تفضحه وتساعد البوليس على تتبعه، أو القبض عليه ، أو تقديمه للمحاكمة ...
والواقع أن ستالين - كما قال عنه خصومه - لم يسترع نظر أحد إطلاقا حتى شبت الثورة البلشفية في روسيا، وقد يكون هذا صحيحا، ولكن ستالين، حتى إذا كانت الأطماع تجيش في صدره منذ ذلك الحين، فإنه كان يعرف كيف يخفيها عن جميع الناس، وذلك بطبيعته الآسيوية التي لا تنم عن شيء ولا تكشف عن نياتها.
ومع ذلك فإن من الثابت أنه فيما بين عامي 1903 و1913 قبض على ستالين ست مرات، وكان في كل مرة يقبض عليه باسم يختلف عن اسمه السابق!
وكان كلما نفي إلى سيبيريا تمكن من عقد أواصر الصداقة مع حراسه لمدد متفاوتة، ولم يكن من السهل مطلقا الهرب من سلاسل قيصر الروسيا، ولكن النظام القيصري كان من جهة أخرى قد أوشك على الانهيار؛ لأن القيصر على الرغم مما أحاط به نفسه من منظمات خاصة للتجسس، ومن بوليس سري، لم يكن في إمكانه في النهاية أن يحتفظ بأعدائه في أسرهم.
نامعلوم صفحہ