ويقول الكاتب البريطاني: إن روسيا وقتئذ لم تكن بها طبقة من رؤساء العمال، وأنه إذا كسرت آلة من الآلات لم يكن هناك من يصلحها إلا إذا أغرى رئيس عمال من الأجانب على إصلاحها ...
أما اليوم وبعد مرور 40 عاما على تاريخ هذه الثورة فإن روسيا تسبق العالم في السباق ... نحو النجوم!
وقد نجحت روسيا في سياسة التصنيع، وأرست قواعد الثورة الاشتراكية في بلادها، ولا يمكن أن تقارن حالتها اليوم بما كانت عليها حالتها تحت حكم القياصرة ...
ستالين في منفاه (1915) ومعه بعض المنفيين الآخرين (ستالين هو الثاني من اليسار).
وقد نتج عن انتصار الثورة الاشتراكية في روسيا نظام دكتاتورية الطبقة العاملة، وهي السلطة الثورية الجديدة القائمة على أساس التحالف بين الطبقة العاملة وجماهير الفلاحين العاملين بقيادة البروليتاريا، وكان شكل الدولة في ظل السلطة الجديدة عبارة عن «سوفييتات» نواب العمال والفلاحين التي تمخض عنها النشاط الثوري.
ومنذ السنوات التي سبقت الحرب العالمية الثانية كان الاتحاد السوفييتي قد تحول من دولة زراعية إلى دولة صناعية ذات زراعة جماعية تستخدم الآلات على نطاق واسع، وظهر مجتمع جديد في روسيا لا توجد بين طبقاته تلك الفروق الحادة التي كانت تميز المجتمعات الأخرى السابقة في روسيا.
وكان من أقسى التجارب التي تعرضت لها روسيا الهجوم الألماني الغادر عليها في الحرب العالمية الثانية، وكانت ألمانيا تعتمد في تلك الفترة التي هاجمت فيها روسيا على الإنتاج الحربي لأوروبا المحتلة كلها، ولكن روسيا خرجت من تلك الحرب بمساعدة حلفائها، وقد وطدت دعائم نظامها على الرغم مما عانته من خسائر في الأرواح والمصانع والمدن ... وتمكنت روسيا من الشفاء العاجل من الجراح العميقة التي سببتها لها الحرب، كما تمكنت من إصلاح كافة فروع الاقتصاد القومي وتنميتها.
وفي عام 1956 بلغ إنتاج الاتحاد السوفييتي في الصناعة ثلاثة أضعاف ما كان عليه في عام 1940، وأصبح الاتحاد السوفييتي من أقوى الدول اقتصاديا، كما زادت حصته في الإنتاج العالمي فبلغت نحو 20٪ عام 1957 بعد أن كانت في عام 1917 تتراوح بين 2 و3٪.
ولكن هل هذا هو كل ما كان يطمع فيه أنبياء الشيوعية حين بشروا بثورتهم؟
لقد شرح ستالين حقيقة أهداف الشيوعية عندما قرر: «أن هدف روسيا في سياستها هو تعزيز دكتاتورية الطبقات العاملة حتى تصبح وسيلة للقضاء على الاستعمار في العالم كله ...»
نامعلوم صفحہ