لقد كان في وسع المراقب الأجنبي في بتروغراد أن يدرك أنه لا يمكن لنظام من الأنظمة ولا لجيش من الجيوش مهما كان شجاعا أن يصمد لفساد حكومة بتروغراد ... وهنا في موسكو خسر آل رومانوف المعركة ولم يخسروها في جبهة القتال.
ففي أواخر شهر يناير من عام 1917 كانت صفوف الناس تملأ الشوارع وهي تطالب بالخبز، وكانت هذه الصفوف في أحياء العمال تطوق المباني لمسافات بعيدة ليلا ونهارا دون أن يتناقص عددها ... وكان الثلج يتساقط على الجماهير.
وأخيرا خرج 20000 عامل من عمال مصانع الصلب المشهورة «يتيلوف» وساروا في مظاهرة تقصد وسط بتروغراد وهم يصيحون: أعطونا الخبز ... فليسقط القيصر!
شبيلوف، زوكوف، مولوتوف، مالنكوف
بعض أقطاب الشيوعيين الذين عملوا مع ستالين وطردهم خروشيشيف ويرى بينهم من اليمين: مالنكوف ومولوتوف وزوكوف وشبيلوف.
وامتلأت شوارع العاصمة الروسية بالجنود الهاربين من جبهة القتال.
ومع ذلك كله لم يشعر أحد أن هذه الحوادث هي مقدمة الثورة أو بشائرها.
وفي يوم 12 مارس خرجت من فندق فرنسا بعد أن تناولت طعام الغداء ولم أفهم ماذا يقصد سائق زحافتي عندما أشار بالكرباج الذي كان يحمله في يده وقال لي: إنها هنا يا سيدي!
لم أفهم ما يقصد إلا بعد أن نظرت إلى واجهات المحال التجارية التي أشار إليها بالكرباج فرأيت أصحابها يغلقونها بسرعة، وقد تجلى الانزعاج الشديد على وجوههم.
ولما وصلنا إلى شارع نفسكي، وكان أوسع شارع في العالم وقتئذ رأينا القوزاق الذين كانوا يحاولون إخلاء الطرقات من شاغليها وهم يمتطون صهوات جيادهم، رأيناهم يضحكون وهم يحاولون إبعاد الناس دون أن يستعملوا كرابيجهم ذات الأطراف المنتهية بقطع صلب.
نامعلوم صفحہ