Springs of the Pulpit: A Collection of Sermons and Articles - Volume 1
ينابيع المنبر مجموعة خطب ومقالات المجموعة الأولى
اصناف
بعد إقامة الحجة، وبيان التوحيد - عُلِمَ أنه معاند لله، مشاق له، أو معرض عن تدبر آياته والتفكر في مخلوقاته، فليس له أدنى عذر في ذلك، بل قد حقت عليه كلمة العذاب (١).
أَيُّهَا الأخوة: وثمة لفتةٌ مهمةٌ يجب أن تُذكر هنا: تؤّصل أنّ محبة الله تعالى ليست ادعاءً فقط، قال الله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ (٢).
هذه الآية الكريمة أعظمُ دليل على وجوب محبة الله ورسوله ﷺ، وعلى تقديمها على محبة كل شيء، وعلى الوعيد الشديد والمقت الأكيد، على من كان شيء من هذه المذكورات أحب إليه من الله ورسوله، وجهاد في سبيله.
وعلامة ذلك: أنه إذا عُرض عليه أمران، أحدهما يحبه الله ورسوله ﷺ، وليس لنفسه فيها هوى، والآخر تحبه نفسه وتشتهيه، ولكنه يُفَوِّتُ عليه محبوبًا لله ورسوله ﷺ، أو ينقصه، فإنه إن قدم ما تهواه نفسه على ما يحبه الله، دلَّ ذلك على أنه ظالم، تارك لما يجب عليه (٣).
_________
(١) تفسير السعدي (١/ ٧٩).
(٢) [التوبة: ٢٤].
(٣) تفسير السعدي (١/ ٣٣٢).
1 / 41