10
ويعرض اسپينوزا في «إصلاح العقل» أنواع المعرفة هذه على نحو مختلف إلى حد ما، فيقسمها إلى أربعة أقسام: (1)
معرفة سماعية تختار اعتباطا. (2)
معرفة مستمدة من التجربة الغامضة التي لم يختبرها العقل، والتي تقبل لمجرد عدم وجود ما يناقضها في العقل. (3)
المعرفة الناشئة من الاستدلال على ماهية شيء، من ماهية شيء آخر، ولكن ليس بطريقة كافية. وهذه المعرفة تتمثل في الاستدلال من المعلول على العلة، أو من قضية عامة على دوام وجود صفة ما. (4)
المعرفة الكافية للشيء عن طريق ماهيته وحدها، أو سببه القريب.
11
ومع ذلك فالتقسيم الثلاثي الأول هو الأكثر شيوعا في كتابات اسپينوزا؛ إذ إنه في معظم كتاباته يدمج النوعين الأولين في التقسيم الرباعي ليكون منهما نوعا واحدا.
وعلى أساس هذا التقسيم المشهور لأنواع المعرفة عد اسپينوزا فيلسوفا ذا نزعة صوفية، إذ وجد كثير من شراحه في النوع الثالث من المعرفة، وهو المعرفة الحدسية، مجالا واسعا للتفسيرات الصوفية فأكد «رويس» أن الطابع الصوفي أساسي في فلسفة اسپينوزا، على الرغم مما يوحي به منهجه الرياضي أو الهندسي من معقولية لا تعرف الانفعالية إليها سبيلا،
12
نامعلوم صفحہ