Speeches and Lessons of Sheikh Abdul Rahim Al-Tahan
خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان
اصناف
وهذا الحق الذي أوجبه رب العالمين، على المكلفين، نفعه عائد إليهم في الدنيا ويوم الدين القلوب لا تسكن إلا لباريها، ولا تطمئن إلا بهاديها، كما قرر ربنا هذا في كتابه – وهو أعلم بمن خلق: ﴿أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ الرعد٢٨، فالإيمان بالرحمن، محبته وعبادته وإجلاله وذكره والتوكل عليه، والإنابة إليه هو غذاء الإنسان وقوته، وصلاحه وقوامه، كما عليه أهل الإيمان، ودلت السنة والقرآن، وشهدت به الفطرة والجَنَان لا كما يقوله من قل نصيبه من التحقيق والعرفان، وبخس حظه من الإحسان: إن عبادته وذكره تكليف ومشقة:
أ) لمجرد الابتلاء والامتحان.
ب) أو لمجرد التعويض بالثواب المنفصل، كالمعاوضة بالأثمان.
جـ) أو لمجرد رباضة النفس وتهذيبها ليرتفع بذلك عن درجة البهيم من الحيوان.
كما هي مقالات من بخس حظه من معرفة الرحمن، وقل نصيبه من ذوق حقائق الإيمان، وفرح بما عنده من زبد الأفكار وزُبالة الأذهان.
إنما عبادته ومعرفته وتوحيده وشكره قرة عين الإنسان، وأفضل لذة للروح والجنان، وأطيب نعيم ناله من كان أهلا ً لهذا الشأن، فما طابت الدنيا إلا بمعرفته ومحبته، ولا الجنة إلا برؤيته ومشاهدته.
وليس المقصود بالعبادات والأوامر المشقة والكلفة بالقصد الأول، وإن وقع ذلك ضمنًا وتبعًا في بعضها، ولأسباب اقتضته لابد منها، بل هي من لوازم هذه النشأة (١) .
_________
(١) انظر ذلك مع زيادات عليه لتوضيحه وتقريره في إغاثة اللهفان: (١/٢٦-٤٢، ٧١-٧٢) ومجموع فتاوى شيخ الإسلام: (١/٢٤-٣٢)، وانظر لزامًا الوابل الصيب من الكلم الطيب: (٥٢-١٢٠) فقد قال الإمام ابن القيم – عليه رحمة الله تعالى – وفي ذكر الله أكثر من مائة فائدة، ثم وسع الكلام في ذلك، وأتى بما لن تظفر به في كتاب آخر فاغتنمه وكن من الشاكرين.
1 / 26