.. وقد حذرنا نبينا الرحيم – ﷺ – من ذلك المسلك الوخيم فقال: "لا تطروني كما أطرت النصاري ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله (١) ".

... فهذه الأنواع الثلاثة ينبغي الحدر منها، والابتعاد عنها في معاملة المخلوق، لأن الأول شرك في الربوبية، والثاني شرك في الألوهية، والثالث شرك في أسماء الله وصفاته العلية، حفظنا الله الكريم بمنه وفضله عن سائر الرديات، ومن علينا بحسن الخاتمة إنه مجيب الدعوات.

٤- التكييف: ويقصد بالتكييف: حكاية كيفية لصفات ربنا اللطيف، وتصورها في ذهن العبد الضعيف، والنصوص المتقدمة في نفي التمثيل والتشبيه، تدل على نفي التكييف ضرورة، لأن خطور كيفيةٍ ما في البال، لا يكون إلا فيما له مثال، وإلا لما أمكن تصوره بحال، وليس في الوجود ما يشبه الكبير المتعال.

(١) رواه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء – عليهم الصلاة والسلام – باب ٤٨: (٦/٤٧٨) بشرح ابن حجر، والدارمي في كتاب الرقاق – باب قول النبي – ﷺ –: "لا تطروني": (٢/٣٢٠) وأحمد في المسند: (١/٥٥،٤٧،٢٤،٢٣)، والحميدي في مسنده: (١/١٦)، والطيالسي في مسنده – منحة المعبود –: (٢/١١٩)، والترمذي في الشمائل: (١٧٢)، ورواه ابن حبان، وأبو يعلى والعدني – ﵏ جميعًا – كما في الجامع الكبير: (١/٨٩٦) كلهم عن عمر بن الخطاب – رضي الله تعالى عنه – ومن هذه الرواية الصحيحة يتبين لك أن ما قاله البوصيري في البردة: (٩٠) ضمن مجموع مهمات المتون – فيه إطراء، وخروج عن هدي خير الأنبياء – عليه وعليهم صلوات الله وسلامه – وهذا هو قوله:

يا أكرم الخلق مالي من ألوذ ُ به ... سواك عند حلول الحادِث العَمم ِ

ج

ولن يضيقَ رسول الله جاهُك بي ... إذا الكريمُ تحلى باسم من مُنْتَقِم ِ

فإنَّ مِنْ جُودِك الدنيا وضَرَّتَها ... ومن علومِك علمَ اللوح ِ والقلم ِ

ج