255

Speeches and Lessons of Sheikh Abdul Rahim Al-Tahan

خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان

اصناف

ومثال الثالث: وهو وصف المخلوق بما يختص بوصفه للخالق – ﷻ – ما ذكره الإمام ابن كثير – عليه رحمة الرب الجليل – في البداية والنهاية، في ترجمة الضال المضل ابن أبي دؤاد، ركن الاعتزال، وإمام الضلال، فقال: ومن مديح أبي تمام لأحمد بن أبي دؤاد:
أأحمد إن الحاسدين كثيرٌ ... ومالك إن عُدَّ الكرامُ نظيرُ
ج ... ج
حللتَ مَحَلا ً فاضلا ً مُتقادِمًا ... من المجد والفخر ِ القديم فهورُ
فكلا ُّ عنيّ ٍ أو فقير فإنه ... إليك وإن نالَ السماءَ فقيرُ
ج
فما مِنْ يدٍ إلا إليك مُمَدَّة ... وما رَفْعَة ٌ إلا إليك تُشيرُ
... وعقب الإمام الجليل ابن كثير – عليه رحمة الملك الكبير – على تلك الأبيات بقوله: قد أخطأ الشاعر في هذه الأبيات خطأ ً كبيرًا، وأفحش في المبالغة فحشًا كثيرًا، ولعله إن اعتقد هذا في مخلوق ضعيف مسكين ضال مضل أن يكون له جهنم، وساءت مصيرًا (١) .
ومثل ذلك الهذيان، مخاطبة أبي فراس لأمير ذلك الزمان، بأبيات تحرم المخاطبة بها لغير الرحيم الرحمن، صاحب الفصل والجود والبر والإحسان، قال ذلك الإنسان:
فليت تَحْلو والحياة ُ مَريرة ٌ ... وليت ترضى والأنامُ غِضَابُ
ج
وليت الذي بيني وبينك عامرٌ ... وبيني وبين العالمين خرابُ
إذا صح منك الوُدُّ فالكلُّ هينٌ ... ولك الذي فوقَ الترابِ ترابُ

(١) انظر البداية والنهاية: (١٠/٣٢٠)، وتقدم في هذا الكتاب المبارك: ١٧ ترجمة شيخ الجدل والعناد ابن أبي دؤاد.

1 / 255