Speeches and Lessons of Sheikh Abdul Rahim Al-Tahan
خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان
اصناف
.. وليست حاجة أهل الأرض إلى الرسول – ﷺ – كحاجتهم إلى الشمس والقمر، والرياح والمطر، ولا كحاجة الإنسان إلى حياته، ولا كحاجة العين إلى ضوئها، والجسم إلى الطعام والشراب، بل أعظم من ذلك، وأشد حاجة من كل ما يُقَدَّرُ، ويخطر بالبال، فالرسل الكرام – عليهم الصلاة والسلام – وسائط بين الله وبين خلقه في أمره ونهيه، وهم السفراء بينه وبين عباده (١) .
وهذا الأمر الواضح الحق، عارضه ثلاثة أصناف من الخلق: كما أشار إلى ذلك الإمام عبد الله بن المبارك – عليه رحمة الله تعالى – بقوله:
رَأيْتُ الذنُوبَ تُميتُ القُلوب ... ويُورثُكَ الذلّ إدْمانُها
وتَركُ الذنوبِ حياةُ القُلوب ... وخَيْرٌ لِنفْسِكَ عِصْيانُها
ج
وهلْ بَدّلَ الدّينَ إلا المُلوك ... وأحْبارُ سَوْء ورهْبَانُها
جج
فبَاعُوا النّفُوسَ ولمْ يَرْبَحُوا ... ولمْ تَغلُ في البيْعُ أثمَانُها
ج
لقدْ رَتَعَ القَوْمُ في جِيفَةٍ ... يَبينُ لذي العقل أنْتَانُها (٢)
(١) القاعدة موجودة ضمن مجموع الفتاوى، انظر: (١٩/٩٣-١٠١)، ونقل الإمام ابن القيم خلاصة هذا المبحث عن شيخه – عليهما رحمة الله تعالى – معه زيادة تقرير وتوضيح في كتابه اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية: (٥-٢٧) والذي حط عليه كلامه: أن كمال الروح بصفتي الحياة والنور، ولا سبيل إليهما إلا على أيدي الرسل الكرام – عليهم الصلاة والسلام – والاهتداء بما بعثوا به، وتلقي العلم النافع، والعمل الصالح من مشكاتهم، فانظر كلامه لزامًا فعبارته تطرب الآذان، وتربط القلوب الرحيم الرحمن.
(٢) انظر نسبة ذلك لابن مبارك في جامع بيان العلم وفضله: (١/١٦٥-١٦٦)، وحلية الأولياء: (٨/٢٧٩) والجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي: (٨١)، وإغاثة اللهفان: (٢/٣٤٦)، وشرح الطحاوية: (١٥٢)، والطبقات الكبرى للشعراني: (١/٥١) وإعلام الموقعين: (١/١٠)، والتذكرة: (٧٤٠) .
وهؤلاء الأصناف الثلاثة مجتمعين وردت الإشارة إليهم في حديث سقيم ففي جمع الجوامع: (١/٢) والفتح الكبير: (١/١١)، وكشف الخفاء: (١/١٨) أخرج الديلمي عن ابن عباس – رضي الله تعالى عنهم – أن النبي – ﷺ – قال: "آفة الدين ثلاثة: فقيه فاجر، وإمام جائز، ومجتهد جاهل" قال المُناوي في فيض القدير: (١/٥٢): فيه: نَهْشَلٌ بن سعيد بن الوَرْدانيّ، قال الذهبي في الضعفاء: (٢/٧٠٢) قال إسحاق بن راهويه: كان كذابًا، والضحاك لم يلق ابن عباس، ومن ثم قال السيوطي: سنده واهٍ أ. هـ ونَهْشَلٌ من رجال ابن ماجه كما في التقريب: (٢/٣٠٧) وحكم عليه ابن حجر بالترك، وانظر توهينه في الميزان: (٤/٢٧٥)، والضعفاء الصغير للبخاري: (١١٥)، والتاريخ الكبير: (٨/١١٥)، والضعفاء والمتروكين للنسائي: (١٠٣)، والجرح والتعديل: (٨/٤٩٦) وحكم الألباني في ضعيف الجامع الصغير وزياداته: (١/٩٥) على الحديث بالوضع.
1 / 204