Special Needs in the Light of the Quran and Sunnah
ذوو الاحتياجات الخاصة في ضوء القرآن والسنة
اصناف
من فقه الأحاديث:
أ. عندما فهم الصحابة والسلف الصالح معنى هذه الأحاديث، قدّروا الضعفاء واحترموهم فَوَسَّع الله عليهم بالرزق وأمدّهم بالنصر، وعندما غابت هذه المعاني عن المسلمين، شحّ الرزق وقلت البركة وغاب النصر.
ب. ميزان الرسول ﵇ في تقييم الإنسان، قوة الإيمان والقرب من الرحمن.
٢. النبي ﷺ يختار ابن أم مكتوم ﵁ مؤذنا وهو أعمى
(عن عائشة ﵂ قالت: كان ابن أم مكتوم يؤذن لرسول الله وهو أعمى). (١)
فالرسول ﷺ يختار ابن أم مكتوم ليؤذن وليعلن دخول وقت الصلاة، ليجتمع الناس ليصلّوا وليؤدوا هذه الشعيرة التي هي عمود الدين فهو مؤتمن عليها، بل كان يؤذن في رمضان ليمسك الناس عن الطعام والشراب ليصوموا لله تعالى، فعن عائشة ﵂ عن النبي ﷺ أنه قال: (إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم). (٢)
من فقه الحديثين:
أ. أن يتنافس ذوو الاحتياجات الخاصة مع غيرهم على بعض الأعمال، وأن تتساوى فرصهم مع غيرهم عند إتقان العمل.
ب. أن يتقن ذوو الاحتياجات الخاصة الأعمال التي تعلموها، وأن يتميزوا بها حتى يثبتوا جدارتهم، فيتم اختيارهم ولا يبقوا مهمشين.
٣. النبي ﷺ يلبي دعوة ضرير إكراما له
عن عِتْبَانَ بن مالك أَنه أَتى رسول الله ﷺ، فقال: (يا رسول الله قد أَنكرت بصري، وأَنا أُصلي لقومي فإذا كانت الأَمطار سال الوادي الَّذي بيني وبينهم، فلم أَستطع أَن آتي مَسجدَهُم فأُصلي بهم، ووددت يا رسول الله أَنك تأتيني فتصلي في بيتي، فأتَّخِذَهُ مُصلى، قال: فقال له رسول الله ﷺ: "سَأَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللهُ" قال عِتْبَان: فغدا رسول الله ﷺ وَأَبُو بَكْرٍ حين ارتفع النهار، فاستأذن رسول الله ﷺ فأذنت له، فلم يجلس حتى دخل البيت، ثم قال: "أَين تُحب أَن أُصلي مِنْ بيتك" قال: فأشرت له إِلى ناحيةٍ من البيت، فقام رسول الله ﷺ فكبر، فقُمنا فَصَفَّنَا فصلى ركعتين ثم سلم). (٣)
فالرسول ﵇ جاء لبيت عِتْبَان ﵁ مصطحبا أبا بكر وعمر ﵄ ليلبي له طلبه، وفي ذلك إقرارٌ من النبي ﷺ وتأكيدٌ لإمامة عِتْبَان، وقد كان ابن أم مكتوم يؤم الناس في
(١) - مسلم، صحيح مسلم، كتَاب الصلَاة، باب جواز أَذان الأَعمى إِذا كانَ معه بصير، ج ١، ص ٢٨٧، حديث رقم: ٣٨١. (٢) - البخاري، صحيح البخاري، كتاب الأَذان، باب الأَذان قَبل الفَجر، ج ١، ص ١٢٧، حديث رقم ٦٢٢. (٣) - البخاري، صحيح البخاري، كتاب الصلاة، باب المساجد في البيوت، ج ١، ص ٩٢. حديث رقم ٢٦٣.
1 / 92