163

Sources of Pre-Islamic Poetry

مصادر الشعر الجاهلي

ناشر

دار المعارف بمصر

ایڈیشن نمبر

الطبعة السابعة ١٩٨٨

اصناف

قد كتب منذ زمن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب؛ وبقيت الأنصار بعد ذلك تجدده كلما خافت بلاه. وتفصيل ذلك أن عبد الله بن الزبعري السهمي وضرار بن الخطاب الفهري أنشدا حسان بن ثابت شعرًا مما كانا قالاه قبل الإسلام -وكان عمر قد نهى عن إنشاد ذلك الضرب من الشعر لئلا تتجدد الضغائن- ففار حسان حتى صار كالمرجل غضبًا، ثم دخل على عمر بن الخطاب وقص عليه قصتهما، فأرسل إليهما عمر رسولًا فردهما إليه، ثم دعا لهما بحسان -وعمر في جماعة من أصحاب رسول الله ﷺ فقال لحسان: أنشدهما مما قلت لهما. فأنشدهما حتى فرغ مما قال لهما، فوقف. فقال له عمر: أفرغت؟ قال: نعم. فقال له: أنشداك في الخلاء وأنشدتهما في الملإ.
وقال لهما عمر: إن شئتما فأقيما وإن شئتما فانصرفا. وقال لمن حضره: إني قد كنت نهيتكم أن تذكروا مما كان بين المسلمين والمشركين شيئًا دفعًا للتضاغن عنكم وبث القبيح فيما بينكم، فأما إذ أبوا فاكتبوه واحتفظوا به. فدونوا ذلك عندهم قال خلاد بن محمد: فأدركته والله وإن الأنصار لتجدده عندها إذا خافت بلاه١.
ولم يكن الوليد بن يزيد -الذي جمع ديوان العرب وأشعارها وأخبارها وأنسابها من كتب حماد وجناد- وهو وحده الذي بذل مثل هذه العناية؛ بل كان من سبقه من خلفاء بني أمية يفعلون كما فعل. فقد كان للوليد بن عبد الملك كاتب خاص نصبه لكتابة المصاحف والشعر والأخبار، وهو خالد بن الهياج٢.
وقد مر بنا أن عبد الملك بن مروان أرسل إلى سعيد بن جبير أن يكتب إليه بتفسير القرآن، فكتبه، فحفظه عبد الملك عنده في الديوان. وكان

١ الأغاني ٤: ١٤٠-١٤١.
٢ الفهرست: ٩-١٠ وقد ذكر ابن النديم خالدًا هذا في موضع آخر من كتابة "ص٦" وقال عنه إنه صاحب علي ﵁، فلعله هو نفسه عاش حتى كتب الوليد!

1 / 158