Society and Family in Islam

Muhammad Tahir Al-Juwaybi d. 1433 AH
74

Society and Family in Islam

المجتمع والأسرة في الإسلام

ناشر

دار عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع

ایڈیشن نمبر

الثالثة ١٤٢١ هـ

اشاعت کا سال

٢٠٠٠ م

اصناف

فقال: لا، فقال له أبو بكر: فتب إلى الله واستتر بستر الله. فإن الله يقبل التوبة عن عباده. فلم تقرره نفسه حتى أتى عمر بن الخطاب. فقال له مثل ما قال لأبي بكر. فقال له عمر مثل ما قال له أبو بكر. فلم تقرره نفسه حتى جاء إلى رسول الله ﷺ، فقال له إن الآخر زنى. فقال سعيد: فأعرض عنه رسول الله ﷺ ثلاث مرات. كل ذلك يعرض عنه رسول الله ﷺ حتى إذا أكثر عليه بعث رسول الله ﷺ إلى أهله فقال: "أيشتكي أم به جنة؟ "، فقالوا: يا رسول الله، والله إنه لصحيح، فقال رسول الله ﷺ: "أبكر أم ثيب"؟ فقالوا: بل ثيب يا رسول الله. فأمر به رسول الله ﷺ فرجم"١. هذا الحديث يقرر التحري الكامل الذي يجب أن يقع قبل تنفيذ العقوبة، فقد أراد أبو بكر، ثك عمر ﵄ أن يسترا عن المذنب، ودعواه إلى التوبة قبل أن ينتشر خبره، ويصل إلى رسول الله ﷺ، ولكنه أبى، وأخبر الرسول ﷺ، فأعرض عنه ثلاثًا ليدفعه إلى التأكيد مما يقوله عن نفسه، فاصر على قوله بإلحاح. فبعث ﵊ إلى أهله يسألهم عما إذا كان به مرض أو جنون؟ فنفوا ذلك وشهدوا بسلامته. فسألهم هل هو متزوج؟ فأجابوا بالإثبات فرجمه. هكذا ينبغي التحري في إثبات كل حد على مرتكبه وفي تنفيذه. ٤ الترغيب في الزواج وتيسيره: سنبحث هذه المسألة عند الحديث عن الأسرة.

١ موطأ مالك ٤١، الحدود ١، باب ما جاء في الرجم حديث ٢، ج ٢: ٨٢. صحيح البخاري ٨٦، الحدود ٢٢، باب لا يرجم المجنون والمجنونة ج ٤: ١٧٦. صحيح مسلم ٢٩، الحدود ٥، باب من اعترف على نفسه بالزنا حديث ١٦ ج ٥: ١١٨. ولم ذكر البخاري ومسلم فصة الرجل مع أبي بكر وعمر ﵄ و"الآخر" معناه الرذل الدنئ، كأنه يدعو على نفسه ويعيذها مما نزل به من مواقعة الزنا. كنى عن نفسه بذلك، وهذا إنما يكون لمن حدث عن نفسه يقبيح فكره أن ينسبه إليه.

1 / 82