يفوز بسعادة الدنيا والاخرة لأنه والحال هذه لا يقدم على أي عمل دون دراية به ولا يرضى عن الجهل ألا ترى أن شهرة من كانوا مسؤولين وملوكا حكماء طبقت الافاق لأن ما شادوه من جلائل الأعمال سيظل يخفق باسمائهم عالية إلى يوم الدين من هؤلاء على سبيل المثال أفريدون والإسكندر وأردشير وأنوشروان العادل وعمر بن الخطاب رضي الله عنه وعمر بن عبد العزيز نور الله مضجعه وهارون الرشيد والمأمون والمعتصم وإسماعيل بن أحمد الساماني والسلطان محمود الغزنوي رحمة الله عليهم أجمعين إن أعماله جليلة للعيان وهي مسطورة في بطون الكتب والتواريخ يقرؤها الناس فتلهج ألسنتهم بالدعاء لهم والثناء عليهم
إحسان عمر بن عبد العزيز
يقال أنه لما حل القحط بالناس على عهد عمر بن عبد العزيز وضاقت بهم السبل قصده فريق من العرب شاكين إليه فقالوا يا امير المؤمنين إنا نأكل في هذا القحط لحومنا ونشرب دماءنا اي أصابنا الهزال واصفرت وجوهنا لقلة الطعام إن ما نحتاج أليه في بيت مالك وهذا المال إما لك وإما لله تعالى وإما لعباده فإن يكن لعباد الله فنحن منهم وإن يكن لله فلا حاجة لله به وإن يكن من أموالك وتصدق علينا ان الله يجزي المتصدقين وإن يكن من أموالنا فهبنا إياه لننجو من هذا الضيق فلقد يبست جلودنا على أجسامنا فرق عمر بن عبد العزيز لحالهم وسالت الدموع من عينيه وقال إنني فاعل مما قلتم وأمر في الحال بقضاء طلبهم وتلبية حاجتهم ولما هموا بالإنصراف قال لهم عمر رحمة الله عليه أيه أيها الناس اين أنتم ذاهبون ألا تعرضون أمري على الله تعالى مثلما عرضتم أمركم وأمر عباد الله علي أي اذكروني بالخير فاتجه الناس نحو السماء ورفعوا أيديهم قائلين يارب بعزتك وجلالك عامل عمر بن عبد العزيز ما عامل به عبادك وما إن فرغوا من دعائهم حتى غامت السماء فنزل المطر مدرارا وسقطت بردة على اجر قصر عمر فانشقت نصفين وإذا ورقة تخرج منها فلما نظروا فيها وجدوا العبارة التاليه هذا براءة من الله العزيز إلى عمر بن عبد العزيز من النار
وفي هذا الموضوع حكايات كثيرة حسبنا منها في هذا الفصل ما ذكر
صفحہ 98