سياست نامه
سياست نامه أو سير الملوك
تحقیق کنندہ
يوسف حسين بكار
ناشر
دار الثقافة - قطر
ایڈیشن نمبر
الثانية، 1407
في المكان الفلاني إن بجانب المسجد بوابة بعدها دكان حيث يجلس هناك رجل عجوز في ملابس رثة مرقعة يخيط الكرابيس وعنده صبيان أجيران يعاونانه في ذلك إذهب إلى الدكان وسلم على الرجل واجلس عنده ثم قص عليه قصتك وعندما تظفر بحقك ادع لي بالخير وإياك ان تتوانى في تنفيذ ما قلت لك
وخرج الرجل من المسجد وهو يفكر في نفسه يا للعجب لقد شفعت كل العظماء والأمراء فتولوا قضيتي وتكلموا في أمري ووقفوا إلى جانبي دون جدوى والان يرشدني هذا الدرويش إلى رجل عجوز ويقول ستصل به إلى حقك إنه كذب وباطل ولكن ما العمل لأذهب وليكن ما يكون إن لم تكن ثمة فائدة فلن تصير الأمور إلى أسوأ مما هي عليه
ومضى إلى باب المسجد فالدكان ودخل فسلم على الشيخ وجلس عنده ومضت مدة والشيخ منهمك في خياطته التي تركها جانبا بعد ذلك وقال للرجل ما بك فقص عليه قصته من أولها إلى اخرها وأخبره بدخوله المسجد وتضرعه هناك وسؤال الدرويش له وإرشاده إليه
لما سمع الخياط العجوز القصة قال ان الله عز وجل هو الذي يدبر أمور العباد أما نحن فلا نملك سوى الكلام ساكلم خصمك في أمرك وأسأل الله تعالى أن يدبر لك أمرك ويوصلك إلى حقك أسند ظهرك إلى الحائط واسترح قليلا ثم قال لأحد الصبيين ضع الإبرة جانبا واذهب إلى سراي الأمير فلان واجلس في الحجرة الخاصة ثم قل لمن يدخل إليها أو يخرج منها أن يخبر الأمير بأن أجير الخياط فلان هنا وهو يحمل إليك خبرا فحين يطلبك وتراه سلم عليه وقل له ان سيدي يسلم عليك ويقول جاءني رجل يتظلم منك ومعه سند بمبلغ سبعمائة دينار بإقرارك أنت وقد مضى على أجله عام ونصف أريدك أن تعيد إليه الان ماله كاملا دونما توان أو تقصير ثم عد لي بجوابه حالا
ونهض الصبي ومضى مسرعا إلى قصر الأمير اما أنا فقد تملكني العجب لأنه ما من ملك يرسل حتى إلى أقل عبيدة ما حمل الخياط الصبي من كلام إلى الأمير وإن هي
صفحہ 89