سياست نامه
سياست نامه أو سير الملوك
تحقیق کنندہ
يوسف حسين بكار
ناشر
دار الثقافة - قطر
ایڈیشن نمبر
الثانية، 1407
في أرضك وأمرت لك بمواش ونفقة لتعودي بعهدتي سالمة إلى مدينتك وأرضك ثانية وتذكريني بدعاء الخير ثم قال لماذا يفتح باب قصرنا للظالمين ويوصد في وجه المظلومين فالجيش والرعية كلاهما عمالنا وتحت إمرتنا بل الرعية هي التي تعطي والجيش هو الذي يأخذ فمن الأولى أن تفتح الأبواب في وجه المعطين أكثر من الاخذين ان من أمثلة ممارستهم الباطل وارتكابهم الظلم وعبثهم بالقوانين وعدم الاكتراث بها أنه ما جاء القصر متظلم حالوا بينه وبين الدخول إلي للإدلاء بأمره بنفسه فلو وجدت هذه المرأة طريقها إلي لما كانت في حاجة إلى الذهاب إلى المصطاد ثم أمر بإقامة سلسة تعلق فيها أجراس تصل إليها حتى يد الطفل ابن سبع سنوات حتى لا تكون لأي متظلم يؤم القصر ثمة حاجة للحاجب فما أن تهتز السلسة وتقرع الأجراس فيسمع أنوشروان صوتها يستدعي الطارق المظلم ليسمع منه وينصفه ونفذ هذا الأمر ايضا
ولما خرج كبار رجال الدولة من عنده وعادوا إلى منازلهم وقصورهم استدعوا وكلاءهم وفرسانهم ومن هم تحت إمرتهم في الحال وقالوا لهم لتنظروا في كل من سلبتموه شيئا دون حق أو عذبتموه أو اذيتموه في صحو أو سكر في عشر السنوات الأخيرة علينا جميعا نحن وأنتم أن نهتم بالأمر ونرضي الخصوم كلهم قبل أن يذهبوا إلى القصر يتظلمون منا
فهبوا جميعا وأخذوا يستدعون الخصوم بامثل وجه ويذهبون إلى منازلهم ويسترضونهم بالأعذار والأموال ثم يأخذون على كل واحد منهم إقرارا بخط يده بأن فلانا رضي عن فلان وليس ثمة بينهما خصومة أو نزاع
بهذه السياسة التي سنها أنوشروان بالحق استقامت شؤون مملكته كلها وضرب على أيدي المتطاولين واللصوص وارتاح الناس أجمعين حتى أن سبع سنوات مرت دون أن يؤم أحد القصر متظلما
أنوشروان وسلسلة العدالة
في ظهيرة أحد الأيام بعد سبع سنوات وفي الوقت الذي ذهب فيه الجميع ونام الخفر ارتفع صوت الأجراس فسمعه أنوشروان الذي أرسل خادمين فورا وقال لهما انظر من ذا الذي جاء يتظلم فلما وصلا إلى مدخل القصر إذا بحمار هرم ضعيف اجرب قد مر من هناك وحك ظهره بالسلسلة فارتفع صوت الأجراس وعاد
صفحہ 74