سياست نامه
سياست نامه أو سير الملوك
تحقیق کنندہ
يوسف حسين بكار
ناشر
دار الثقافة - قطر
ایڈیشن نمبر
الثانية، 1407
أية حال وأحسب أنه بايع الباطنية لكنه لن يظهر هذا قبل وصوله إلى هنا علينا ألا نكون في غفلة من اتخاذ الحيطة والحذر فماذا أنتم قائلون فاتفقوا على أن يخرج الخليفة من المدينة إلى الصحراء ومعه خاصته وجميع حشمه وأعيان بغداد ويعسكر فيها فإن كان يعقوب يضمر العصيان فلن يوافقه جمع أعيان خراسان والعراق وقادة جيوشهما أو يرضوا عما يراود فكره وإذا ما أعلن العصيان فلا مندوحة لنا من حيلة نستميل بها جيشه ألينا فإذا فشلنا في هذا وعجزنا عن الصمود في قتاله فستكون الطريق أمامنا ممهدة نستطيع أن نمضي معها إلى الجهة التي نريد لآننا لن نكون أسرى محصورين بين أربعة جدران وأعجبت أمير المؤمنين الخطة فنفذوها وكان أمير المؤمنين المعتمد على الله أحمد
لما وصل يعقوب نزل قبالة معسكر الخليفة وعسكر هناك فاختلط العسكران معا وفي اليوم نفسه أعلن العصيان وأرسل إلى الخليفة يقول سلم بغداد وامض إلى حيث تشاء فاستمهله الخليفة شهرين فأبى ولما أرخى الليل ستوره بعث الخليفة رسولا إلى جميع قادة جيش يعقوب يقول لقد أعلن يعقوب عصيانه وانضم إلى الشيعة وما جاء إلى هنا إلا لتقويض أركان ملكنا والقضاء علينا وإحلال أعدائنا ومخالفينا محلنا أتقرونه على هذا أم لا فقال فريق أنه مصدر رزقنا وكل ما نحن فيه من جاه ونعمة وعظمة سنفعل ما هو فاعل وقال الغالبية لا علم لنا بما يقول أمير المؤمنين وما كنا نحسب أن يعقوب سيخالفه أبدا أما وقد فعل فلن نوافقه بأية حال وعند اللقاء فنحن معك لا معه سنقاتل إلى جانبك وننصرك وكان هؤلاء أمراء خراسان
سر الخليفة لما سمع جواب قادة يعقوب على هذا النحو فأرسل إليه في اليوم التالي برباطة جأش يقول الآن أبديت كفران النعمة فخالفتنا وانحزت إلى مخالفينا السيف بيني وبينك لا تخيفني قلة جندي وكثرة عسكرك فالله عز وجل ناصر الحق معي وذاك الجيش الذي تملك جيشي ثم أمر جيشه بارتداء السلاح فتهيأوا للقتال وأعلنوا النفير وخرجوا من معسكرهم واصطفوا في الصحراء لما سمع يعقوب رسالة الخليفة على ذلك النحو قال الآن أدركت بغيتي ثم أمر هو بإعلان النفير أيضا وامتطى عسكره خيولهم ومضوا إلى الصحراء مجهزين واصطفوا إزاء جيش الخليفة وجاء الخليفة من الجانب الآخر وتمركز في القلب في حين كان يعقوب في الجانب المقابل ثم أمر الخليفة رجلا قوي الصوت أن يقف بين الصفين ويقول بأعلى صوته يا معشر المسلمين اعلموا أن يعقوب بن الليث أعلن العصيان وأن غرضه من المجيء إلى هنا
صفحہ 52