عربی عوامی سیار اور ملاحم

شوقی عبد الحکیم d. 1423 AH
175

عربی عوامی سیار اور ملاحم

السير والملاحم الشعبية العربية

اصناف

وعاد الحنين فغلب الأب الشيخ لزيارة ابنه؛ حيث رآه في الحلم، ونفس ما حدث في المرة الأولى - على عادة التكرار المصاحب لهذا اللون الأدبي وهو البالادا عموما - أحست سارة أحزانه فأخبرها بما رآه في المنام، وحنينه لزيارة ابنه، ومن جديد تستحلفه سارة بأن لا ينزل عن مطيته،

19

ولا يقرب هاجر.

حتى إذا ما قصد بيت إسماعيل ونادى قائلا «يا هاجر» فخرجت له الزوجة الثانية، ورحبت بمقدمه، ودعته إلى الترجل عن مطيته والنزول عندهم، ويبدو أنها كانت راقت في عينيه، فداعبها، ونسبها إلى هاجر قائلا لها «ما فيش أجازة يا بنت هاجر؟» فأحضرت له «اللبن الحليب ويا المزازة» وظلت أمامه وهو على مطيته يأكل من يدها «شايلة الطعام وعلى أيدها المويه» وكان أن رضي عنها إبراهيم، وأبلغ ابنه رضاه عن طريقها؛ قائلا:

لما ييجي إسماعيل قوليلو يا بنتي

صيغ عتبة الدار من الفضة النقية

ولقد استوقفني في هذا النص العلاقة التي ربط بها إبراهيم مرتين متتاليتين بين الزوجة والعتبة، ففي المرة الأولى طلب الأب الشيخ من ابنه التخلي عن زوجته وتغييرها «غير العتبة يا صاحب العطايا»، فكان أن فهم إسماعيل وطلق زوجته الأولى، التي يقال إنها كانت مصرية اختارتها له أمه المصرية هاجر.

وفي هذا يقول نص التوراة «وسكن في برية فاران»،

20

وأخذت له أمه زوجة من أرض مصر.

نامعلوم صفحہ