عربی عوامی سیار اور ملاحم
السير والملاحم الشعبية العربية
اصناف
ما يعمره من أنيسه أحد
مبلطا بالرخام كالطود
ذي الأركان أبلى حديده الأبد
ولا تنتهي مأثورات ذلك التاريخ الأسطوري أو الخرافي حول شخصيات تباعنته أسعد (ابنه حسان اليماني) الذي كثيرا ما يلقب بذي اليمنين.
فيقال إنه عندما وافت المنية أبيه الملك التبع أسعد، نادى ابنه حسان ليستخلفه على عرشه بعده، وكان له تابعة أو ساحرة من الجن تسكن جبلا في كهف يقال له «ينور» فأمر ابنه حسان بالتوجه إليها وإبلاغها بأنه سيموت، وأمر ابنه بإطاعتها في كل ما تأمر به.
وعندما ذهب حسان إلى جبل ضهر ورأى المرضى والمعلولين منتشرين، يقدمون النذور من التمر والزبيب؛ لكي تشفيهم جنية الجبل، بعد أن يغتسلوا - وهو ما يزال ساريا حتى الآن - ويعرف سكان هذا الجبل بأهل ضهر؛ قرع الجبل ودخل إلى الجنية وأخبرها بما قاله أبوه فطلبت منه أن يجلس على كرسي يشغل بالحيات والعقارب والدود وقدمت له طبقا فيه عظام، وفي بعض النصوص أنها قدمت إليه طبقا به رءوس بشرية وطلبت منه أن يأكل، فلما رفض أعطته إناء مليئا بالدم ليشرب لكنه عاد فرفض، فقالت له: لقد أمرتك فعصيتني، عد إلى أبيك لكن اقتل عند الباب أول من تلقاه.
فتركها ومضى إلى أبيه ليقتل أول من سيلاقيه وكان أخوه «سعدي كرب» أول من صادفه فأبى أن يقتله، وعندما دخل حسان على الملك المحتضر أبيه حكى له ما حدث مع الساحرة، ففك له رموز الجنية، فمعنى جلوسه على الحيات والعقارب: أنه لا يملك حمير إلا من صبر على مثل لدغ الأفاعي والعقارب، ولو أكل رءوس البشر لخضع له رؤساء الناس، وبالنسبة لشرب الدم فمعناه أنه لا يملك حمير إلا من أهرق دماءها «وأما أخوك فسيقتلك إذا لم تقتله»، ويقال إنه لقي «عمر» بعدها وقتله، وأنشد حين أعماه التردد:
ألا من يشتري سهوا بنوم
ألا من لا يبيت قرير عين
فأمر حمير غدرت وخانت
نامعلوم صفحہ