عربی عوامی سیار اور ملاحم
السير والملاحم الشعبية العربية
اصناف
ويبدو أن أبا ليلى المهلهل في آخر أيامه ضاق بعجزه ووحدته، فطلب من ابن أخيه الملك الجرو، أو العجرس، أن يسوح متنزها في البلاد، فأعطاه الملك هودجا، وعبدين يحرسانه ولوازم سفره، فخرج وما زال يجول في البلاد، إلى أن هد كاهل عبديه، وكان قد واصل بهما تجواله - كما يذكر النص العامي - بلاد الصعيد،
54
فصمما على قتله وإعدامه ثم العودة إلى أهله، وإخبارهم بأن أبا ليلى المهلهل أدركته المنية.
ويبدو أن الزير، أدرك غرضهما وما ينويان، فطلب منهما الحرص على إبلاغ أمنيته الوحيدة ووصيته إلى أهله وعاهدهما فأقسما، فأنشد عليهما بيتا وحيدا من الشعر:
من مبلغ الأقوام أن مهلهلا
لله دركما ودر أبيكما
وكرره عليهما، إلى أن دخل الليل، فذبحاه ودفناه، ورجعا إلى ديارهما ودخلا على سيدهما الجرو فأبلغاه بموت عمه أبي ليلى المهلهل فبكى، وطالبهما بوصيته.
وما أن أنشد العبدان وصيته أو بيت شعره، على مشهد من الجرو واليمامة وعلية القوم، حتى لطمت اليمامة ومزقت ثيابها صارخة، بأن عمها لا يقول أبياتا ناقصة - أو مهلهلة - وأنه قتيل مغتال، أرى أن يقول:
من مبلغ الأقوام أن مهلهلا
اضحى قتيلا في الفلاة مجندلا
نامعلوم صفحہ