عربی عوامی سیار اور ملاحم
السير والملاحم الشعبية العربية
اصناف
ذلك أن هذا الشاب اليافع «شيبان»، فضل البقاء مع خاله الزير سالم، حين ساءت الأمور بين القبيلتين «بكر وتغلب» متخليا عن أبيه «همام» وقبيلته، مبقيا على قبيلة خاله، اتساقا مع هذه القبائل الأمومية في الانتماء إلى قبيلة الخال الكلبية أو تقديسها، بدلا من قبيلة الأب.
وفي محاولة من شيبان الصغير لشحذ قوى خاله الزير سالم، في الانتقام من قبيلته أغضبت الزير فأمسك بابن أخته وضرب به الأرض حتى مات فقطع رأسه وأرسله إلى أهله وأخته ضباع على جواد، فشقت ثيابها ورحلت إلى الزير سالم وقالت: أتقتل ابن أختك بثأر أخيك.
وظلت الضباع منذ هذا الحادث الفاجع تضمر لأخيها الزير سالم كل حقد، بل لعل في موقف هذه الأخت «الإلهة الطوطم» ما يجيء سرطانيا مخالفا عن النسيج القبائلي بعاداته وطقوسه، فكيف قدر لضباع الأخت الثالثة، لكليب والزير سالم، الانحياز لقبيلة زوجها القيسية بدلا من قبيلتها التغلبية أو الكالبية، خاصة بعد مصرع أخيها الملك كليب؟
وهو تساؤل نرجئ الإجابة عليه إلى توالي أحداث الضباع والزير سالم.
فما أن استخرجت الضباع رأس ابنها شيبان من خرج حصانه، حتى أنشدت تقول مفصحة عن فاجعتها بفقد كل من الأخ والابن:
تقول ضباع يا سالم علامك
بجاه كليب ما سويت يابني
بثأر كليب تقتل إبن أختك
وتحرق مهجتي وتزيد حزني
حزنت على كليب وما جرى له
نامعلوم صفحہ