312

السير

السير

ناشر

المطبعة البارونية، القاهرة، 1883

اصناف

الحائز من التقوى النصيب الأجزل والحظ الأكمل ومن الكرامات القسم الأوفر الأوفى والسهم الأعظم الأزكى أبو محمد عيسى بن محمد الملشاءى النفوسي.

وفي السير كان صاحب براهين مستجاب الدعاء وكان فقيرا صابرا يجوز الناس عليه بالتين وهو يخدم نفسه بيده فيعرضون عليه أن يأكل فيقول الاشجار محمرة بالتين فيخدم في فدانه بزج رمحه حتى يحمى النهار ثم يأكل لقلة ما بذات اليد وقال له ولده يوما وقد اتاه بغدائه أمي قالت لك أدع الله أن يسقي فداديننا قال ما أكثر رغبتك ورغبة امك في الدنيا فتوضا وصلى ركعتين فدعا الله فقال أخرج البقرة وآلة الحرث فاذا بالسماء قد فتح الله أبواب رحمته بالماء فامتلأت فدادينه دون غيره من الجيران وكان يخدم يوما في فدادينه فبلغه الم الجوع فقال رب العبد اذا جاع استطعم مولاه وأنا عبدك جعت فأطعمني فنظر إلى السماء فاذا موائد متتابعات نحوه فخر ساجدا قال رب اجعله ذخرا للآخره فصعدت راجعات.

وسافر إلى درج بغير زاد وكان يطعمه رجل من أهل منزله فعيى جمله وتأخر عن الرفقة فنزع عنه رحله وحويته فمسح أبو محمد على ظهره وتكلم ودعا ما شاء الله ورد عليه حويته ورحله فكان أول القافلة فلما وصلوا باعوا ما معهم ولم يترك الشيخ رفيقه يبيع ثم دخلت عليهم قافلة يطلبون الزيت وباع وربح ربحا كثيرا وسافر يريد افريقيا وحده فسمع ببعض الطريق صوت الأسد بقربه فرقد فنزع نفسه فأتاه فشم قلب الشيخ وقبض بقدمه ثم رد فمه إلى قلبه ثلاث مرات فلم يجد به حسا فأنصرف فلما بعد قام الشيخ ومضى على طريقه وكان قويا

صفحہ 315