220

السير

السير

ناشر

المطبعة البارونية، القاهرة، 1883

اصناف

مكان أنت فيه قال لا قال هل تستطيع الانتقال من مكان أنت فيه إلى مكان لست فيه قال اذا شئت.

ومنهم أبو عبيدة الأعرج وكان غاية في العلم والعمل والورع والادب قال ابن

الصغير فيما نقل عنه كلهم مقرون له بالفضل معترفون له بالعلم والحلم واذا اختلفوا في مسئلة في الكلام والفقه صدروا عن رايه قال جالسته مرارا فما رايت في سود الراس اخشع لله تعالى منه وكان لا يجمعه مع أبي اليقظان الا المسجد الجامع قال حدثني أحمد بن بشر إن أبا اليقظان ضرب سرادقه لامر اراده وبرز بنفسه وعلم الناس بخروجه فخرج اليه القراء والفقهاء وضربوا اخبيتهم حوله حشا أبا عبيدة فبينما الناس ذات يوم اذا اقبل أبو عبيدة فقالوا هذا أبو عبيدة جاء اما مسلما أو مفتقدا فاعلموا بقدومه أبا اليقظان فلما دخل عليه رحب به ورفع درجته وادنى منزلته ومكانه فقال امسلما أو مفتقدا فقال لا مسلما ولا مفتقدا ولكن جارة لى خرج ابنها البارحة لطلب معاش له ولها فاخذه صاحب الحرم فحبسه فاتتنى امه شاكية فاردت اطلاقه فامر باطلاق من حبس تلك الليلة اجلالا لابى عبيدة ثم سلم وانصرف فعجب الحاضرون من صدقه وتركه التصنع واظهاره على لسانه ما اسر في قلبه قلت انما ذلك فيمن اخذ تاديبا لا من عليه حد من حدود الله قال وكان عالما بالكلام والفقه واللغة والنحو والوثايق وكان مع الديانة والعلم حسن الادب وكان أهل المغرب كلهم مشغوفين به ويرسلون اليه بزكاة

صفحہ 223