190

السير

السير

ناشر

المطبعة البارونية، القاهرة، 1883

اصناف

والشجاعة والقوة والعدل ما قد اشتهر وتقدم ما فعل يوم قيام ابن فندين على أهل المدينة والإمام عبد الوهاب غائب فوقف أفلح على باب المدينة فمنع جميع من اراد الولوج حتى فنى ترسه فاخذ احد شقي باب المدينة يتقي به فلم يطق جماعة من الناس رده بعد ذلك وتقدم قتاله الواصلة مع ايوب بن العباس وايهما زاد على صاحبه بقتيل واحد وتقدم انه ضرب ابن فندين على مفرق رأسه وعليه بيضتان فشقه نصفين فوقع السيف بعتبة الباب السفلي فظن انه لم يزل ناشبا براسه فقال ما اقصح رأسك قال أبو زكريا بلغنا عنه انه قعد بين يديه اربع حلق قبل بلوغه يتعلمون منه فنون العلم يعني الفقه والاصول والنحو وغير ذلك قال أبو زكريا وكانت بيت الرستميين بيت العلم في فنونه من الاصول والفقه والتفاسير وفنون الدين والرد على المخالفين وعلم اللغة والنجوم والاعراب والفصاحة قال وقال بعضهم معاذ الله أن تكون عندنا امة لا تعلم منزلة يبيت فيها القمر.

ولهم تواليف حسنة وذكروا للامام عبد الرحمن تفسير كتاب الله واطلعت للامام عبد الوهاب على أجوبة في الفقه والاحكام واصول الدين وكذا للامام أفلح قال أبو زكريا بلغ أفلح في علم الغبار والنجامة مبلغا عظيما وقعد ليلة مع اخته فتذاكرا ما اول ما يذبح غدا في السوق إن شاء الله فقال أفلح بقرة صفراء في بطنها عجل اغر قالت الاخت ذلك البياض في طرف ذنبه وكان الامر كما قالا والله اعلم وطالت دولة أفلح في عدل وسكون ولم يكثر الحرب في ايامه وطعن عليه نفاث بن

صفحہ 193