153

السير

السير

ناشر

المطبعة البارونية، القاهرة، 1883

اصناف

المعتزلي في مناظرتي له كذا وكذا فذكر ما وقع بينهما من الحديث فكلما زاغ المعتزلي عن الحق وحاد عن الصواب قال مهدي هاهنا ذهب عن الالزام وهاهنا لبس بالشبهة حتى أطلعه على مكامنه وما لبس به وقيل غاب مهدي يوما وهو بتيهرت فرجع من الليل بعد أن أكلوا عشاءهم فقالوا اين غبت فقال أفحمت تسعين عالما من المخالفين فتقدم إلى عشائه فصادف عجين غدائهم فلما أخذ بلغته قال أن عشاءكم الليلة لم ينضج قال له بعضهم لعلك صادفت العجين فكان الأمر كذلك قال حمدت الله في ثلاث أقضي بقليل من النوم غرضي وباى طعام سددت جوعتي ولا أخشى من مخالف يفحمني في حجتي فلما بلغ الأجل حضرت المعتزلة أشتكى أيوب من تعب فرسه وحفائها وطلب غيره فأدخل إلى خيل السلطان يختار ما يريد ويشتهي فكلما أعجبه فرس منها أخذ بناصيته فيجبده فيكاد يقع على ركبتيه فلم يجد فيها ما يرضيه فقال علي بفرسي فأحضر فأخذ بناصيته جابدا له بقوته فما أثر فيه شيء من ذلك فجره من الحفا الذي به فحضر به القتال وبلغ الخبر المعتزلة بقدوم نفوسة فلما التقى العسكران تاقت النفوس من الفريقين إلى رؤية أيوب لما يسمع الناس من شجاعته وانه المتكفل بفارس المعتزلة وحاميتها الذي يفترس الاقران وأعجز الفرسان ثم إن الإمام دعا المعتزلة إلى ترك ما به ضلوا وأبوا الا التمادي وطلبوا المناظرة فخرج عالمهم وبرز اليه

صفحہ 156