125

السير

السير

ناشر

المطبعة البارونية، القاهرة، 1883

اصناف

أصحابه بعد أن حمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه عليه السلام فقال أطمع لمن مات في هذه الغزوة الجنة الا من فيه احدى ثلاث خصال قاتل نفس ظلما وقاعد على فراش حرام ومن في يده ارض مغصوبة والمخرج منها أن يتبرأ من المرأة ويتوب إلى الله وليتبرأ من الأرض وليشهد على تركها وليقد نفسه القاتل لاولياء المقتول فان لم يجدهم فليدفع نفسه في سبيل الله فقال رجل اجتمعن في ياأمير المؤمنين فأمره أن يتبرأ من المرأة والأرض ويقود نفسه لاولياء المقتول فان لم يجدهم فليدفع نفسه في سبيل الله وجاز في مسيره إلى القيروان على مدينة قابس فحاصرها حتى ضعف أهلها فاذعنوا وأطاعوا فترك عليهم عاملا ثم ارتحل إلى القيروان فلما بلغها حاصر أهلها ماشاء الله وقد كان خرج اليه عبد الملك بن الجعد بورفجومة فقاتلوه فهزمهم الله وقتل عبد الملك وأصحابه وذلك في صفر عام احدى واربعين ومائة وكان تغلب ورفجومة على القيروان سنة وشهرين.

وقال أبو زكريا يحيى بن أبي بكر رحمه الله: إن عاصم السدراتي وهو احد النفر الخمسة من حملة العلم كان من اشد الناس شوكة على أهل القيروان فمرض مرضا شديدا فسمع بمرضه أهل القيروان ثم اشتهى قثاء فبلغهم ذلك فسموا قثاة فارسلوا بايعا يبيع القثاة فأمروه الا يبيع تلك التي جعلوا فيها السم الا لعاصم فاشتروا تلك القثة المسمومة لعاصم فلما أكلها مات فاستشهد رحمه الله فجمع الله له أجر

صفحہ 128