أصحابه بعد أن حمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه عليه السلام فقال أطمع لمن مات في هذه الغزوة الجنة الا من فيه احدى ثلاث خصال قاتل نفس ظلما وقاعد على فراش حرام ومن في يده ارض مغصوبة والمخرج منها أن يتبرأ من المرأة ويتوب إلى الله وليتبرأ من الأرض وليشهد على تركها وليقد نفسه القاتل لاولياء المقتول فان لم يجدهم فليدفع نفسه في سبيل الله فقال رجل اجتمعن في ياأمير المؤمنين فأمره أن يتبرأ من المرأة والأرض ويقود نفسه لاولياء المقتول فان لم يجدهم فليدفع نفسه في سبيل الله وجاز في مسيره إلى القيروان على مدينة قابس فحاصرها حتى ضعف أهلها فاذعنوا وأطاعوا فترك عليهم عاملا ثم ارتحل إلى القيروان فلما بلغها حاصر أهلها ماشاء الله وقد كان خرج اليه عبد الملك بن الجعد بورفجومة فقاتلوه فهزمهم الله وقتل عبد الملك وأصحابه وذلك في صفر عام احدى واربعين ومائة وكان تغلب ورفجومة على القيروان سنة وشهرين.
وقال أبو زكريا يحيى بن أبي بكر رحمه الله: إن عاصم السدراتي وهو احد النفر الخمسة من حملة العلم كان من اشد الناس شوكة على أهل القيروان فمرض مرضا شديدا فسمع بمرضه أهل القيروان ثم اشتهى قثاء فبلغهم ذلك فسموا قثاة فارسلوا بايعا يبيع القثاة فأمروه الا يبيع تلك التي جعلوا فيها السم الا لعاصم فاشتروا تلك القثة المسمومة لعاصم فلما أكلها مات فاستشهد رحمه الله فجمع الله له أجر
صفحہ 128