122

السير

السير

ناشر

المطبعة البارونية، القاهرة، 1883

اصناف

الدعوة أن أردت هذا الأمر الذي كلفت به فعليك بالبصرة برجل عالم فيها يقال له مسلم أبو عبيده بن أبي كريمة التميمي تجد عنده ما تطلب وقيل أمه هي القائلة له ذلك فسافر مرتحلا طالبا علما فقدم على أبي عبيده.

ذكر حملة العلم

ووافق ارتحال جماعة اليه في ذلك العام وهم عاصم السدراتي وإسماعيل بن درار الغدامسي وأبو داود القبلي النفزاوي فلما بلغوه صافحهم وسألهم عن أحوالهم وما يريدون فقالوا نطلب العلم فأجابهم فمكثوا عدة سنين عنده وكان في أيام استخفائه من بعض أمراء البصرة وكان يقريهم في سرب وعلى فمه سلسلة فاذا اقبل أحد حركت فيسكتون واذا انصرف حركت فيأخذون في القراءة وكان عبد الرحمن جميلا شابا حدث السن وضرب أبو عبيده بينه وبين الناس سترا لئلا يشغلهم بجماله فلما استكفوا وارادوا الانصراف كلمن العجائز أبا عبيده أن يريهن عبد الرحمن وهن ثلاث فأدخله عليهن فدعون له بالبركة ثم استشاروا أبا عبيده في شأنهم أن انسوا من أنفسهم قوة ايؤمرون عليهم واحدا منهم قال نعم وأشار إلى أبي الخطاب فان أبي قتلوه وهو اراد المسير معهم فلما أراد وداعهم سأله اسماعيل بن درار الغدامسي عن ثلثمائة مسئلة من مسائل الأحكام قال له أبو عبيده أتريد أن تكون قاضيا يابن درار قال أرأيت أن أبتليت بذلك فلما بلغوا بلادهم وأنسوا من انفسهم قوة اجتمع من أهتم بأمور المسلمين ومن له النظر من الشيوخ وتشاوروا بموضع يقال له صياد غربي مدينة

صفحہ 124