ظهريا، واضعا نصب عينيه الاخرة التي هي دار القرار، وما قرّب إليها من قول وعمل.
وإذا كان له أن يأخذ حظه من الدنيا فليكن ذلك بقدر، ووفقا للمنهج الذي ارتضاه الله ﷿ لنا دينا، ولئلا يطمئن الناس إلى الدنيا ويركنوا إليها، تاركين العمل للاخرة «١»
وحتى يتضح لك هذا المعنى، ويرتكز في ذهنك هذا المفهوم فاقرأ بتمعن هذا الحديث الاتي:
عن عبد الله بن مسعود ﵁ قال: نام رسول ﷺ على حصير فقام وقد أثر في جنبه، فقلنا يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاء فقال: «مالي وما للدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها» «٢» . وفي رواية: «والذي نفسي بيده ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب» .
بيّن النبي ﷺ عمر الدنيا في جنب الاخرة، وأنه لا يعدو أن يكون ساعة من نهار، وحتى تستقر هذه الحقيقة في النفوس، ساق
(١) (توجيهات نبوية على الطريق/ ٢٢) د/ السيد محمد نوح، دار اليقين، مصر، المنصورة، ١٤١٨ هـ
(٢) صحيح: رواه الترمذي في كتاب الزهد، باب: ٤٤" بدون" رقم (٢٣٧٧) وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح، وصححه الألباني بالرقم السابق.