ولكني أغتنم بهجتي من الخمر ...
خيم الصمت على السيارة والخال جيمس يغني، وكان الأطفال لا يتشاجرون وإنما يهتزون مع حركة العربة، وبعضهم راح في النوم. كانت الخالة لينا تضع أصغرهم على رجليها، وكانت السيارة تسير على طريق كما لو أنها ستمضي في طريق لا ينتهي في ليلة مظلمة تماما مع أضواء ضعيفة على جانب الطريق. وكانت هناك أرانب تسير على الطريق وتتقافز أمامنا، ولكن لم يلحظ أحد ذلك، ولم يقاطع أحد الغناء والحزن الذي يتصبب منه.
ولكني أغتنم بهجتي من الخمر ...
وصلنا إلى الكنيسة في وقت مبكر، بحيث تمكنا من أن نزور القبور. كانت سانت جون كنيسة مبنية بالخشب ومطلية باللون الأبيض على الطريق السريع والمقابر خلفها. توقفنا أمام شاهدي قبور كان مكتوبا على أحدهما «الأم» والآخر «الأب»، وتحتهما بأحرف أصغر بكثير أسماء وتواريخ ميلاد ووفاة جدي وجدتي لوالدتي. كانا شاهدين صغيرين وليسا كبيرين، مثل حجارة الرصف المستخدمة لإحاطة العشب المجزوز. ذهبت باتجاه آخر لأرى أمورا أكثر إثارة للاهتمام مثل رسوم الجرار والملائكة والكفوف المرفوعة بالدعاء.
وبعد ذلك بقليل وصلت أمي والخالة دودي.
علقت الخالة دودي وهي تلوح قائلة: «من الذي يحتاج كل هذه التفاهات؟»
وكانت أختي التي لا تزال تتعلم القراءة تحاول قراءة النقوش :
حتى طلوع الشمس.
لم يكن ميتا بل راقدا.
في سلام.
نامعلوم صفحہ