283

سر صناعة الإعراب

سر صناعة الإعراب

ناشر

دار الكتب العلمية بيروت

ایڈیشن

الأولي ١٤٢١هـ

اشاعت کا سال

٢٠٠٠م

پبلشر کا مقام

لبنان

ومثله أيضا قوله عز اسمه: ﴿أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ﴾ [البقرة: ٢٥٩] ١ ذهب أبو الحسن إلى أن الكاف زائدة، وعطف "الذي" على" الذي" من قوله: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ﴾ [البقرة: ٢٥٨] ٢ وأجاز أبو علي أن يكون الكلام معطوفا على المعنى، وذلك أن معنى قوله ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ﴾: أرأيت كالذي حاج إبراهيم في ربه، أو كالذي مر على قرية، فلا تكون الكاف على هذا زائدة. وهذا وجه حسن.
فأما قول الآخر:
فصيروا مثل كعصف مأكول٣
فلا بد فيه من زيادة الكاف. فكأنه قال: فصيروا مثل عصف مأكول. فأكد الشبه بزيادة الكاف، كما أكد الشبه بزيادة الكاف في قوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ إلا أنه في الآية أدخل الحرف على الاسم، وهذا شائع، وفي البيت أدخل الاسم، وهو مثل، على الحرف، وهو الكاف، فشبه شيئا بشيء.
فإن قال قائل: بماذا جر عصف؟ أبالكاف التي تجاوره؟ أم بإضافة مثل إليه، على أنه فصل بالكاف بين المضاف والمضاف إليه؟

١ هو عزير أحد أنبياء بني إسرائيل.
الشاهد فيها: أن الكاف في قوله "كالذي" زائدة للتوكيد.
٢ حاج: أي جادل. والذي حاج إبراهيم هو النمرود بن كنعان. اللسان "٢/ ٧٧٩".
الشاهد فيه: أن يكون الكلام معطوفا على المعنى.
والتقدير: أرأيت كالذي حاج إبراهيم في ربه، أو كالذي مر على قرية.
٣ ذكر صاحب اللسان البيت في مادة "ع ص ف" دون أن ينسبه إلى قائله.
العصف: دقائق التبن. مادة "ع ص ف" اللسان "٤/ ٢٩٧٢".
الشاهد فيه قوله: "كعصف" حيث إن الكاف زائدة جارة، ووظيفتها التوكيد.
والتقدير بعد الحذف "مثل عصف مأكول".
إعراب الشاهد:
الكاف: حرف جر زائد مبني لا محل له من الإعراب.
عصف: اسم مجرور بحرف الجر الزائد وعلامة الجر الكسرة.

1 / 305