سر صناعة الإعراب

Ibn Jinni d. 392 AH
135

سر صناعة الإعراب

سر صناعة الإعراب

ناشر

دار الكتب العلمية بيروت

ایڈیشن نمبر

الأولي ١٤٢١هـ

اشاعت کا سال

٢٠٠٠م

پبلشر کا مقام

لبنان

فأما قوله تعالى: ﴿تَنْبُتُ بِالدُّهْن﴾ [المؤمنين: ٢٠] فذهب كثير من الناس إلى أن الباء فيه زائدة، وأن تقديره: "تنبت الدهن". وكذلك قول عنترة١: شربت بماء الدحرضين فأصبحت ... زوراء تنفر عن حياض الديلم٢ قالوا: أراد: شربت ماء الدحرضين. وهذا عند حذاق أصحابنا على غير وجه الزيادة، وإنما تأويله عندهم -والله أعلم- تنبت ما تنبته والدهن فيها، كما تقول: خرج زيد بثيابه، أي وثيابه عليه، وركب الأمير بسيفه، أي وسيفه معه. وكما أنشد الأصمعي: ومستنة كاستنان الخرو ... ف قد قطع الحبل بالمرود٣ أي قطع الحبل ومروده فيه.

١ عنترة: هو عنترة بن شداد بن قراد العبسي أحد فرسان العرب وشعرائها، أحب ابنة عمه عبلة وقال فيها الشعر متغزلا بجمالها، وقد طال عمره حتى ضعف جسمه وعجز عن شن الغارات ومات قبيل البعثة. ٢ البيت من قصيدة لعنترة طويلة مطلعها: هل غادر الشعراء من متردم ... أم هل عرفت الدار بعد توهم والبيت هو رقم "٢٩" منها. والدحرضان: اسم مورد من موارد الماء. زوراء: عوجاء مائلة من النشاط. اللسان "٣/ ١٨٨٧". مادة "زور". الديلم: اسم عدوة وهو الديلم بن باسل بن ضبة. الشرح: لقد ارتوت من حياض الدحرضين فلما رأت حياض الديلم تجافت عنها لخوفها منها. والشاهد في قوله "بماء" فقد وردت الباء وهي حرف جر زائد، والتقدير "شربت ماء". ٣ البيت لرجل من بني الحارث، كما حكاه الأصمعي في كتاب الفرس، وبعده: دفوع الأصابع ضرح الشمو ... س نجلاء مؤيسة العود مستنة: يريد طعنة، والاستنان: المر على وجهه، أي أن دمها مر على وجهه. الخروف: ولد الحمل وقيل: هو الجذع من الضأن خاصة. اللسان "٢/ ١١٤٠". المرود: حديدة توتد في الأرض، يشد فيها حبل الدابة. اللسان "٣/ ١٧٧٤". والشاهد في قوله "بالمرود" أي قطع الحبل بمروده.

1 / 144