97

سر مکتوم

السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم ويليه جواب في الجمع بين حديثين، هما: دعاؤه صلى الله عليه وسلم لأنس بن مالك بكثرة المال والولد، وحديث دعائه بذلك على من لم يؤمن به ويصدقه

ناشر

مكتبة وتسجيلات دار الإمام مالك

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

پبلشر کا مقام

الإمارات العربية المتحدة - أبو ظبي

وللخوف من الفتن يُروى -كما عند أبي يعلى وغيره - عن حذيفة بن اليمان ﵄ عن النبي ﷺ: «خيركم بعد المئتين الخفيف الحاذ (١) الذي لا أهل له ولا ولد» (٢) .

= بسيىء الدعاء ليرجع إلى المولى، والمخلص خصه بحبذا، وهي درجة المحبوبين الأولياء، فالمال إذا شغل عن ذكر الله، وعن القيام بحقوقه؛ فبئس المال، وإذا لم يمنع عن ذلك؛ فنعم المال، كما قال ﵊: «نعم المال الصالح للعبد الصالح» . لكن لما كانت سلامة الدين مع ذلك نادرة، والفتن والآفات من ذلك غالبة، تعين التقلل منه والفرار، وأن لا يأخذ المرء منه إلا ما يكفيه عند الحاجة والاضطرار. وقد قال أرباب الفهوم: ما يشغلك عن الله من أهل أو مال، فهو عليك مشؤوم. وقال يحيى بن المتوكل: كنت أمشي مع سفيان الثوري، فمررت برجل بنى بناء وشيده، فقال: لا تنظر إليه، إنما بناه لينظر إليه. وقال هشام بن عروة: كان أبي إذا دخل على من عنده شيء من زينة الدنيا أسرع الرجوع إلى أهله، وقام بالباب، ونادى: ﴿لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ﴾ [طه: ١٣١] إلى آخر الآية، ثم ينادي: الصلاة الصلاة، فيقومون فيصلون أجمعون» . (١) خفيف الحاذ: أي خفيف الظهر من العيال، والحاذ والحال واحد، وأصل الحاذ: طريقة المتن، وهو ما يقع عليه اللَّبْدُ من ظهر الفرس. انظر: «النهاية» (١/٤٥٧)، و«لسان العرب» (٣/٤٨٧) . (٢) أخرجه أبو يعلى في «مسنده الكبير» -رواية ابن المقرىء، كما في «المطالب العالية» (١٧/ ٦١٧ رقم ٤٣٥٩- ط. العاصمة)، و«المقاصد الحسنة» (ص٢٠٣) -، والترقفي في «حديثه» (ق١/ ب)، وابن أبي حاتم في «العلل» (٢/١٣٢)، والعقيلي في «الضعفاء» (٢/٦٩)، والخليلي في «الإرشاد» (٢/٤٧ رقم ١٢٩)، وابن عدي في «الكامل» (٣/١٠٣٧)، والبيهقي في «الشعب» (٧/ ٢٩٢ رقم ١٠٣٥٠)، والخطابي في «العزلة» (ص ٣٦)، وابن الأعرابي في «الزهد» (ص ٦١ رقم ١٠٦)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٦/٥٥ و١٨/٢١١)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (٦/ ١٩٧-١٩٨ و١١/٢٢٥)، و«المهروانيات» (رقم ٤٧)، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (رقم ١٠٥١، ١٠٥٢)، والذهبي في «سير أعلام النبلاء» (١٣/١٤)، جميعهم من طريق روَّاد بن الجرَّاح: ثنا سفيان الثوري، ثنا منصور: ثنا ربعي عن حذيفة، رفعه. وذكره الديلمي في «الفردوس» (٢/١٧٠ رقم ٢٨٥٢) . وعزاه السيوطي في «الجامع الكبير» (١/٥١٩)، والعراقي في «تخريج أحاديث الأحياء» =

1 / 108