وشكا رجلٌ إلى أبي الدرداء أخًا له، فقال: سينصرك الله عليه. فوفد المشتكى منه على معاوية، فأجازه بمئة دينار، فقال أبو الدرداء للمشتكي: هل علمت أن الله قد نصرك على أخيك؟ وفد على معاوية؛ فأجازه بمئة دينار، وولد له غلام (١) .
ورويناها -أيضًا- من طريق إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سُويدٍ: أن رجلًا من أهل الكوفة وشى بعمارٍ إلى عُمرَ فقال له عمار: إن كنت كاذبًا فأكثَرَ
_________
= والمعافى بن عمران الموصلي (٢٣)، وابن عساكر (٤٣/٤٤٨) من طرق أخرى بنحوه.
والخبر في «السير» (١/٤٢٣)، و«اللسان» مادة (وطأ)، وفسره بقوله: أي كثير الأتباع، دعا عليه بأن يكون سلطانًا ومقدّمًا أو ذا مالٍ، فيتبعه الناس ويمشون وراءه.
(١) ظفرت بنحوه عنه، أخرجه المعافى بن عمران في «الزهد» (رقم٢٤)، وابن عساكر (٤٧/ ١٦٢) بسندٍ فيه انقطاع: أن رجلين من أهل دمشق تنازعا، فعابا، فاستطال أحدهما على الآخر، فعاب المستطال عليه، ثم قدم، فلقيه أبو الدرداء، فقال: شعرتُ أنك قد تصوَّت -أي: رفعت صوتك- على صاحبك، قال: بم ذا يا أبا الدرداء؟ قال: «كثر مالُه وولدُه، ومن يُكثَّر مالُه، تكثر شياطينه»، وأخرج ابن أبي الدنيا في «العيال» (رقم ٤٤٩) آخره مرفوعًا، بسندٍ واهٍ.
وظفرت بما أخرجه أحمد في «الزهد» (ق٥٧/ب) والمعافى بن عمران في «الزهد» (٢٠٦) من طريق حسَّان بن كُريب قال: كنا بباب معاوية، ومعنا أبو مسعود -صاحب النبي ﷺ فخرج رجل قد كساه معاوية بُرْنُسًا، فهنَّأه قوم، فقال أبو مسعود: خذ من طيباتك، وقال الآخر: خذ من حسناتك، وفيه ابن لهيعة.
ثم ظفرت بأقرب منهما، أخرجه ابن جرير في «تهذيب الآثار» (١/٢٩٤ رقم ٤٩٤- ط. شاكر) بسند صحيح إلى بيان -وهو ابن بشر الأحمسي- عن حكيم بن جابر: أن رجلًا نال من رجل، فأتى أبا الدرداء فشكاه، فقال: إن الله سيُديلك منه. فلما كان بعد ذلك، دعاه معاوية، فحَباه، وأعطاه، فأتى أبا الدرداء، فذكر ذلك له، فقال: أليس قد أُدِيل لك منه؟
ثم امتنَّ الله ﷿ بالوقوف على لفظه بحروفه، عند وكيع في «الزهد» (١٧٧)، وأبي داود السجستاني في «الزهد» (رقم ٢٤٩)، وأبي نُعيم في «الحلية» (١/٢٢٣)، وإسناده ضعيف، حسان ابن عطية لم يدرك أبا الدرداء.
1 / 81